فالله
سبحانه وتعالى يَعلم ذلك، والملائكة تشهد عليهم، والأرض تشهد عليهم، وكذلك جوارحهم
تشهد عليهم وجلودهم، بأن يختم الله على أفواههم، وتتكلم أعضاؤهم وجلودهم.
قال
عز وجل: ﴿ٱلۡيَوۡمَ
نَخۡتِمُ عَلَىٰٓ أَفۡوَٰهِهِمۡ وَتُكَلِّمُنَآ أَيۡدِيهِمۡ وَتَشۡهَدُ
أَرۡجُلُهُم بِمَا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ﴾
[يس: 65].
وقال
عز وجل: ﴿وَقَالُواْ
لِجُلُودِهِمۡ لِمَ شَهِدتُّمۡ عَلَيۡنَاۖ قَالُوٓاْ أَنطَقَنَا ٱللَّهُ ٱلَّذِيٓ
أَنطَقَ كُلَّ شَيۡءٖۚ وَهُوَ خَلَقَكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةٖ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ﴾ [فصلت: 21].
وقال
عز وجل: ﴿وَمَا
كُنتُمۡ تَسۡتَتِرُونَ أَن يَشۡهَدَ عَلَيۡكُمۡ سَمۡعُكُمۡ وَلَآ أَبۡصَٰرُكُمۡ
وَلَا جُلُودُكُمۡ وَلَٰكِن ظَنَنتُمۡ أَنَّ ٱللَّهَ لَا يَعۡلَمُ كَثِيرٗا
مِّمَّا تَعۡمَلُونَ﴾ [فصلت:
22].
وهذا
من رحمة الله سبحانه وتعالى، أَنْ نَبَّهَنا لهذا اليوم وبَيَّن لنا؛ حتى لا نغفل
ولا نذهل عن ذلك اليوم، ونستعد له بالعمل الصالح، ولم يتركنا سبحانه وتعالى دون أن
يخبرنا ويُبَيِّن لنا مستقبلنا.
نسأل الله
أن يرزقنا الاستعداد لهذا اليوم.
وصَلَّى الله وسَلَّم على نبينا محمد.
*****
الصفحة 4 / 524