وبالزكاة وأفعال الخير،
وبالتالي يكون له هذا المال خيرًا له دنيا ودينًا. أما الكافر فإن هذا المال يكون
تعبًا في الدنيا وعذابًا له في الآخرة، قال عز وجل: ﴿فَلَا تُعۡجِبۡكَ أَمۡوَٰلُهُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُهُمۡۚ إِنَّمَا
يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَتَزۡهَقَ
أَنفُسُهُمۡ وَهُمۡ كَٰفِرُونَ﴾
[التوبة: 55].
ثم
إن الله سبحانه وتعالى وَبَّخ هذا الإنسان وذَكَّره بالعاقبة، فقال عز وجل: ﴿أَفَلَا يَعۡلَمُ﴾ هذا الإنسان. وهذا استفهام وإنكار، ﴿إِذَا بُعۡثِرَ مَا فِي
ٱلۡقُبُورِ﴾، إذا أُخرجت الأموات من
القبور. قال عز وجل: ﴿وَإِذَا
ٱلۡقُبُورُ بُعۡثِرَتۡ﴾
[الانفطار: 4]، أي: خرج ما فيها من الأموات بعد أن كانت هذه القبور صامتة متماسكة
على مَن تحتها.
فنَسِي
هذا الإنسان ولم يتذكر، ولم يستحضر هذا اليوم الذي يُبعثر فيه ما في القبور وهو من
جملتهم.
قال
عز وجل: ﴿وَحُصِّلَ
مَا فِي ٱلصُّدُورِ﴾، من خير
أو شر، فيَظهر ما في الصدور من النيات والمقاصد. ففي الدنيا لا يُدْرَى عن الذي في
صدور الناس، ولا يعلمه إلاَّ الله، أما غير الله فلا يعلمون ما في صدور الناس من
خير أو شر. وفي الآخرة يَظهر ما في الصدور، قال عز وجل: ﴿يَوۡمَ تُبۡلَى ٱلسَّرَآئِرُ﴾
[الطارق: 9]، أي: تَظهر ولا يَخفى شيء في ذلك اليوم.
﴿إِنَّ رَبَّهُم بِهِمۡ﴾،
وهو الله سبحانه وتعالى، ﴿يَوۡمَئِذٖ﴾،
أي: يوم القيامة، ﴿لَّخَبِيرُۢ﴾.
ففي هذا اليوم يَظهر ما كان خفيًّا، فكان بهم سبحانه وتعالى خبيرًا قبل أن يَظهر ما في صدورهم، ولكن في هذا اليوم يَظهر ما كانوا يخفونه، وما يعلمه الله سبحانه وتعالى في صدورهم يظهر علانية، ولا يمكن أن ينكروا أو يجحدوا ذلك.