قَالاَ:
الْجُوعُ يَا رَسُولَ اللهِ،، قَالَ: «وَأَنَا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ،
لَأَخْرَجَنِي الَّذِي أَخْرَجَكُمَا، قُومُوا».
فَقَامُوا
مَعَهُ، فَأَتَى رَجُلاً مِنَ الأَْنْصَارِ فَإِذَا هُوَ لَيْسَ فِي بَيْتِهِ،
فَلَمَّا رَأَتْهُ الْمَرْأَةُ، قَالَتْ: مَرْحَبًا وَأَهْلاً، فَقَالَ لَهَا
رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَيْنَ فُلاَنٌ؟» قَالَتْ: ذَهَبَ
يَسْتَعْذِبُ لَنَا مِنَ الْمَاءِ،.
إِذْ
جَاءَ الأَْنْصَارِيُّ، فَنَظَرَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم
وَصَاحِبَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ مَا أَحَدٌ الْيَوْمَ أَكْرَمَ
أَضْيَافًا مِنِّي، !!
قَالَ:
فَانْطَلَقَ، فَجَاءَهُمْ بِعِذْقٍ فِيهِ بُسْرٌ وَتَمْرٌ وَرُطَبٌ، فَقَالَ:
كُلُوا مِنْ هَذِهِ، وَأَخَذَ الْمُدْيَةَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله
عليه وسلم: «إِيَّاكَ، وَالْحَلُوبَ» فَذَبَحَ لَهُمْ، فَأَكَلُوا مِنَ
الشَّاةِ وَمِنْ ذَلِكَ الْعِذْقِ وَشَرِبُوا. فَلَمَّا أَنْ شَبِعُوا وَرَوُوا،
قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لأَِبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ: «وَالَّذِي
نَفْسِي بِيَدِهِ، لَتُسْأَلُنَّ عَنْ هَذَا النَّعِيمِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ،
أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمُ الْجُوعُ، ثُمَّ لَمْ تَرْجِعُوا حَتَّى
أَصَابَكُمْ هَذَا النَّعِيمُ» ([1]).
وصَلَّى الله وسَلَّم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه.
*****
([1])أخرجه: مسلم رقم (2038).
الصفحة 4 / 524