×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

فالعلم ثلاث درجات:

الدرجة الأولى: علم اليقين، وهو الذي تَعلمه من الكتاب والسُّنة، فأنت لم تعاينه ولكنك تَعلمه من الخبر الصادق.

الدرجة الثانية: عين اليقين، وهو أنك إذا شاهدت الشيء بعينك ووقفت عليه، صار عين اليقين. وهو أقوى من علم اليقين.

الدرجة الثالثة: حق اليقين، قال عز وجل: ﴿إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ حَقُّ ٱلۡيَقِينِ [الواقعة: 95].

﴿لَتَرَوُنَّ ٱلۡجَحِيمَ، أي: جهنم.

فالناس يرون النار يوم القيامة عِيانًا، قال عز وجل: ﴿وَجِاْيٓءَ يَوۡمَئِذِۢ بِجَهَنَّمَۚ [الفجر: 23]، فيراها الناس بعد أن كانوا يسمعون عنها وتوصف لهم في الدنيا. أما في الآخرة فإنهم يرونها عِيانًا، لا يَشُكون فيها، قال عز وجل: ﴿وَرَءَا ٱلۡمُجۡرِمُونَ ٱلنَّارَ فَظَنُّوٓاْ أَنَّهُم مُّوَاقِعُوهَا وَلَمۡ يَجِدُواْ عَنۡهَا مَصۡرِفٗا [الكهف: 53].

﴿ثُمَّ لَتُسۡ‍َٔلُنَّ يَوۡمَئِذٍ عَنِ ٱلنَّعِيمِ، أي: لتحاسبُن يوم القيامة عن النعم التي أنعمها الله سبحانه وتعالى عليكم في الدنيا، هل شكرتموها؟

فالنعيم الذي أنعمه الله سبحانه وتعالى عليكم في الدنيا - له ثمن، وثمن النعم هو الشكر، وستحاسب عن ذلك.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَوَّلَ مَا يُسْأَلُ عَنْهُ يَوْمَ القِيَامَةِ، يَعْنِي العَبْدَ مِنَ النَّعِيمِ، أَنْ يُقَالَ لَهُ: أَلَمْ نُصِحَّ لَكَ جِسْمَكَ، وَنُرْوِيَكَ مِنَ الْمَاءِ البَارِدِ» ([1]).

وعنه رضي الله عنه قال: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ - أَوْ لَيْلَةٍ - فَإِذَا هُوَ بِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَقَالَ: «مَا أَخْرَجَكُمَا مِنْ بُيُوتِكُمَا هَذِهِ السَّاعَةَ؟»


الشرح

 ([1])أخرجه: الترمذي رقم (3358).