لأن
الخليل إبراهيم عليه السلام دعا لهذا البيت؛ كما ذكر الله بقوله: ﴿وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَٰهِۧمُ
رَبِّ ٱجۡعَلۡ هَٰذَا بَلَدًا ءَامِنٗا وَٱرۡزُقۡ أَهۡلَهُۥ مِنَ ٱلثَّمَرَٰتِ مَنۡ ءَامَنَ مِنۡهُم
بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ﴾
[البقرة: 126].
فالله
سبحانه وتعالى وَفَّر لهم الأمن ووَفَّر لهم الرزق، ولكنهم لما بُعِث رسول الله
صلى الله عليه وسلم كفروا به وأخرجوه من مكة، فأحل الله سبحانه وتعالى بهم عذابه
وضَيَّق عليهم، قال عز وجل: ﴿وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلٗا قَرۡيَةٗ كَانَتۡ ءَامِنَةٗ مُّطۡمَئِنَّةٗ يَأۡتِيهَا رِزۡقُهَا رَغَدٗا مِّن كُلِّ مَكَانٖ فَكَفَرَتۡ بِأَنۡعُمِ ٱللَّهِ فَأَذَٰقَهَا ٱللَّهُ لِبَاسَ ٱلۡجُوعِ
وَٱلۡخَوۡفِ بِمَا كَانُواْ يَصۡنَعُونَ ١١٢ وَلَقَدۡ جَآءَهُمۡ رَسُولٞ مِّنۡهُمۡ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ
ٱلۡعَذَابُ وَهُمۡ ظَٰلِمُونَ﴾
[النحل: 112- 113].
فالنِّعم
إذا لم تُشْكَر فإنها تنقلب إلى نقم، فلما عَصَوْا رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكفروا به، لم ينفعهم أنهم جيران البيت الحرام، بل أبدلهم الله بغيرهم، وفَتَح
الله سبحانه وتعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم مكة وولاه عليها، وصارت في قبضة
المسلمين - والحمد لله -.
وصَلَّى الله وسَلَّم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه
أجمعين.
*****
الصفحة 3 / 524