×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

﴿هُوَ ٱلۡأَبۡتَرُ، أي: مقطوع الذِّكر، فلا يُذْكَر بخير ولا يُثْنَى عليه، وهو مقطوع الذِّكر حيًّا وميتًا.

والرسول صلى الله عليه وسلم قد رفع له الله سبحانه وتعالى ذِكره حيًّا وميتًا، إلى أن تقوم الساعة، فلا يُذْكَر الله سبحانه وتعالى إلاَّ ويُذْكَر معه الرسول صلى الله عليه وسلم: في الأذان، وفي الإقامة، وفي الخُطَب، وفي الصلاة.

فذِكر الرسول صلى الله عليه وسلم باقٍ ومستمر إلى أن تقوم الساعة. وأما الكافر، فينقطع ذِكره.

ويُروى في سبب نزول هذه الآية: أنه لما مات إبراهيم بن الرسول صلى الله عليه وسلم، قالوا: إن محمدًا قد انقطع ذِكره؛ لأن ابنه مات، فانقطع ذكره!! فرَدَّ الله عز وجل عليهم بقوله: ﴿إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ ٱلۡأَبۡتَرُ.

وأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد وصل الله سبحانه وتعالى ذِكره، وأبقاه على رءوس الأشهاد مستمرًّا على دوام الآباد إلى يوم المحشر والمعاد، صلوات الله وسلامه عليه، أي: إلى أن تقوم الساعة.

قال ابن عباس رضي الله عنهما: لَمَّا مَاتَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، خَرَجَ أَبُو جَهْلٍ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: بُتِرَ مُحَمَّدٌ! فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل: ﴿إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ ٱلۡأَبۡتَرُ. وعنه رضي الله عنه قال: «لَمَّا قَدِمَ كَعْبُ بْنُ الأَْشْرَفِ مَكَّةَ، قَالَتْ لَهُ قُرَيْشٌ: أَنْتَ خَيْرُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَسَيِّدُهُمْ، قَالَ: نَعَمْ، قَالُوا: ألا تَرَى إِلَى هَذَا الْمُنْبَتِرُ مِنْ قَوْمِهِ، يَزْعُمُ أَنَّهُ خَيْرٌ مِنَّا، وَنَحْنُ - يَعْنِي: أَهْلُ الْحَجِيجِ، وَأَهْلُ السِّدَانَةِ - قَالَ: أَنْتُمْ خَيْرٌ مِنْهُ، فَنَزَلَتْ».

هذا، وصَلَّى الله وسَلَّم على نبينا محمد.

*****


الشرح