وأما
قول الله عز وجل: ﴿قُلۡ
يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ تَعَالَوۡاْ إِلَىٰ كَلِمَةٖ سَوَآءِۢ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمۡ أَلَّا نَعۡبُدَ إِلَّا ٱللَّهَ
وَلَا نُشۡرِكَ بِهِۦ شَيۡٔٗا وَلَا يَتَّخِذَ بَعۡضُنَا بَعۡضًا أَرۡبَابٗا مِّن دُونِ ٱللَّهِۚ فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَقُولُواْ ٱشۡهَدُواْ
بِأَنَّا مُسۡلِمُونَ﴾ [آل
عمران: 64] فيتضمن توحيد الألوهية.
لذلك
كان صلى الله عليه وسلم يقرأ بهما في هاتين الركعتين.
وعن
أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «قُلْ
يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ رُبُعُ الْقُرْآنِ» ([1]).
وقال
ابن عباس رضي الله عنهما: «لَيْسَ فِي الْقُرْآنِ أَشَدُّ غَيْظًا لِإِبْلِيسَ
مِنْهَا؛ لأَِنَّهَا تَوْحِيدٌ وَبَرَاءَةٌ مِنَ الشِّرْكِ» ([2]).
وفي
قوله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡكَٰفِرُونَ﴾
- خطاب لكل كافر في وقته صلى الله عليه وسلم.
﴿لَآ أَعۡبُدُ مَا تَعۡبُدُونَ﴾،
بل يَعبد رسول الله صلى الله عليه وسلم الله سبحانه وتعالى وحده لا شريك، ولا يعبد
ما يعبده المشركون؛ من الأصنام والأحجار، والأشجار، والأضرحة والقبور.
﴿وَلَآ أَنتُمۡ عَٰبِدُونَ مَآ أَعۡبُدُ﴾،
حتى وإن عبدوا الله سبحانه وتعالى ببعض أنواع العبادة، فإنهم إذا أشركوا بَطَلت
عبادتهم لله سبحانه وتعالى؛ فالشرك يُبطل العبادة كما قال عز وجل: ﴿وَلَقَدۡ أُوحِيَ إِلَيۡكَ
وَإِلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكَ لَئِنۡ أَشۡرَكۡتَ لَيَحۡبَطَنَّ عَمَلُكَ
وَلَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ ٦٥ بَلِ ٱللَّهَ فَٱعۡبُدۡ وَكُن مِّنَ ٱلشَّٰكِرِينَ﴾ [الزمر: 65- 66].
فالمشركون يعبدون الله سبحانه وتعالى بأنواع من العبادات، ولكنهم يخلطونها مع الشرك، فيعبدون غير الله مع الله، فالله سبحانه وتعالى لا يَقبل عباداتهم؛
([1])أخرجه: الترمذي رقم (2894)، وأحمد رقم (12488)، والحاكم رقم (2078).