فعباداتهم
لله المخلوطة بالشرك ليست لله سبحانه وتعالى؛ لأن الله سبحانه وتعالى لا يَقبلها.
ثم
إن الله سبحانه وتعالى كرر هذه الآية توكيدًا، فقال عز وجل: ﴿وَلَآ أَنَا۠ عَابِدٞ مَّا
عَبَدتُّمۡ ٤ وَلَآ أَنتُمۡ عَٰبِدُونَ مَآ أَعۡبُدُ﴾،
توكيد وقَطْع لأطماعهم في المداهنة، وأن عبادتي ليست كعبادتكم ولا عبادتكم
كعبادتي.
والغرض
الذي اشتملت عليه هذه السورة هو: تأييسهم من أن يوافقهم في شيء مما هم عليه من
الكفر، وأن دين الإسلام لا يخالط شيئًا من دين الشرك.
وهذه
السورة فيها البراءة التامة من دين المشركين. وفيها: الإعلان لهذه البراءة.
فينبغي
للمسلم أن يعلن أنه بريء من دين المشركين، كما أن المشركين بريئون من دين الله
سبحانه وتعالى.
وليس
كما يَفهم بعض الجهلة أو أهل الضلال الذين ينادون بعدم الإنكار على المشركين،
مستشهدين بقوله عز وجل: ﴿لَكُمۡ
دِينُكُمۡ وَلِيَ دِينِ﴾
فيقولون: لا تنكروا على المشركين. وينادون بحرية الأديان.
فهذا
من باب البراءة، وليس من باب التراضي بيننا وبين الكفار والمشركين، وليس من باب
التسوية!!
وإنما
هذه الآية براءة من دين المشركين، وإن كانوا يعبدون الله سبحانه وتعالى ببعض أنواع
العبادات، فهذه العبادات لا تنفعهم ولا تَزيدهم شيئًا؛ لأن العبادة إذا خالطها
الشرك بَطَلت؛ كما أن الحدث والنجاسة إذا خالطت الطهارة بَطَلت.
ولهذا ينبغي الانتباه لهذه الأمور التي ينادي ويقول بها كثير ممن يَدَّعُون الإسلام، ويُصَلُّون ويصومون، ويحجون ويعتمرون، ويَذكرون