الله سبحانه وتعالى كثيرًا
في أورادهم، ثم إنهم يَدْعُون غير الله ويذبحون لغير الله سبحانه وتعالى، وينذرون
لغير الله، ويستغيثون بالأموات!
فهؤلاء
عباداتهم باطلة، ولا يَقبلها الله سبحانه وتعالى، وهم مشركون وإن كانوا يَتسمَّون
بالمسلمين، فهم مشركون على الحقيقة.
فيجب
أن ينتبه لهذا هؤلاء المغرورون؛ لأن هذا تنبيه عظيم من الله سبحانه وتعالى على أن
المسلم يجب عليه أن يتبرأ من دين الكفار، بل ويصرح بهذا.
﴿لَكُمۡ دِينُكُمۡ﴾،
الذي هو دين الشرك، ﴿وَلِيَ
دِينِ﴾، الذي هو دين التوحيد.
فيجب
على المسلمين أن يتبرءوا من دين الكفار أو المشركين.
ويجب
أن يصرحوا بذلك، وهذه السورة قائمة بهذا الشيء، بل القرآن الكريم كله قائم به،
فكيف نتساهل ونتقارب معهم، كما يسمون ذلك - الآن -: «التقارب بين الأديان»، فلا
نتقارب معهم!!
وأما
أن نتعامل معهم في المباحات فهذا لا بأس به، وكذلك نكافئ ونجازي المحسن منهم، قال
عز وجل: ﴿لَّا
يَنۡهَىٰكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ لَمۡ يُقَٰتِلُوكُمۡ فِي ٱلدِّينِ وَلَمۡ
يُخۡرِجُوكُم مِّن دِيَٰرِكُمۡ أَن تَبَرُّوهُمۡ وَتُقۡسِطُوٓاْ إِلَيۡهِمۡۚ إِنَّ
ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُقۡسِطِينَ﴾
[الممتحنة: 8]. فنكافئهم على إحسانهم، ونتعامل معهم في البيع والشراء والمباحات.
أما
أننا نتقارب معهم في الدين، فهذا أمر لا يجوز، ولا يقول به إلاَّ جاهل أو ضال -
والعياذ بالله -.
وصَلَّى الله وسَلَّم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه
أجمعين.
*****
الصفحة 5 / 524