×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

فلما كان العام الثامن، جَمَع رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشًا جرارًا، يبلغ العَشَرة آلاف مدججين بالسلاح، قاصدًا مكة بهذا الجيش العظيم في فترة وجيزة وسنين قليلة!!

وهكذا الله سبحانه وتعالى ينصر رسله، قال عز وجل: ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَيَوۡمَ يَقُومُ ٱلۡأَشۡهَٰدُ [غافر: 51]. فالنصر والعاقبة لرسل الله سبحانه وتعالى، وإن جرى عليهم ما يجري.

خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في عَشَرة آلاف مقاتل، واجتهد أن يخفي عن أهل مكة خروجه صلى الله عليه وسلم، وكان ذلك في رمضان.

وسبب خروجه صلى الله عليه وسلم هو: أن قريشًا قد نقضت العهد الذي كان بينها وبينه صلى الله عليه وسلم في الحديبية؛ حيث إنها نصرت أحلافها على أحلاف رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فقد كان لقريش أحلاف، وهم بنو الدِّيل من بني بكر، والرسول صلى الله عليه وسلم له أحلاف وهم قبيلة خزاعة.

وصارت بين أحلاف الرسول صلى الله عليه وسلم وأحلاف قريش - منازعة، فقامت قريش بمناصرة أحلافها على أحلاف الرسول صلى الله عليه وسلم، وبذلك انتقض عهدهم، فغزاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مختفيًا؛ حتى يفاجئهم.

وأتم الله سبحانه وتعالى له صلى الله عليه وسلم ما أراد، ووصل إلى مكة لابسًا السلاح، وعلى رأسه المِغْفَر، ومعه أصحابه، فدخلها صلى الله عليه وسلم، ونَصَره الله سبحانه وتعالى عليهم، وفتح له مكة.

وقد اجتمعت قريش في المسجد الحرام؛ ينتظرون ماذا يفعل بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم قائلاً: «يَا أَهْلَ مَكَّةَ،


الشرح