فينبغي
للمسلم أن يستعيذ بالله من شر ما يَخرج في الليل من السباع والهوام والملهيات، ومن
الشياطين.
﴿وَمِن شَرِّ ٱلنَّفَّٰثَٰتِ فِي ٱلۡعُقَدِ﴾،
وهي: السواحر اللاتي يَسحرن الناس، بأن يَعْقِدن العُقَد في الخيوط، وينفثن فيها،
مستعينات في ذلك بالشياطين، فيحصل بذلك السحر الذي هو شر ومرض وداء، وضرر على
الناس.
﴿وَمِن شَرِّ ٱلنَّفَّٰثَٰتِ فِي ٱلۡعُقَدِ﴾،
أي: الساحرات، فقد يكون الساحر من الرجال، وقد سَحَر النبيَّ صلى الله عليه وسلم
رجلٌ من اليهود.
﴿وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ﴾،
«الحاسد» هو: الذي يتمنى زوال النعمة عن المحسود.
والحسد
شر، وهو يأكل الحسنات.
عن
أنس رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الْحَسَدَ
يَأْكُلُ الْحَسَنَاتِ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ - أَوْ قَالَ: الْعُشْبَ
- » ([1]).
أما
الذي يتمنى أن الله سبحانه وتعالى يعطيه مثل ما عند هذا الإنسان من الخير، فهذا
شيء طيب.
عن
عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لاَ
حَسَدَ إلاَّ فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٍ آتَاهُ اللَّهُ مَالاً، فَسَلَّطَهُ عَلَى
هَلَكَتِهِ فِي الحَقِّ، وَرَجُلٍ آتَاهُ اللَّهُ حِكْمَةً، فَهُوَ يَقْضِي بِهَا
وَيُعَلِّمُهَا» ([2]).
فالحاسد ما يضر إلاَّ نفسه؛ لأنه يَضيق من عطاء الله سبحانه، والله لن يَمنع عطاءه عن خلقه، فليلتهب هذا الحاسد دائمًا، فهو في كدر؛
([1])أخرجه: أبو داود رقم (4903)، وابن ماجه رقم (4210)، وأبو يعلى رقم (3656).