×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

 الله عز وجل والتقديم، فالهجرة عمل جليل، لكن إن كانت نية المهاجر الله ورسوله، فإن هجرته إلى الله ورسوله، وإن كانت هجرته لغير الله ورسوله، فإن هجرته إلى ما هاجر إليه، فالهجرة عمل من الأعمال ينظر فيه إلى نية صاحبه، فإن كان نيته الهجرة إلى الله والهجرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فله ما نوى، ويكتب من المهاجرين في سبيل الله عز وجل.

«فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى الله وَرَسُولِهِ، فَهِجْرَتُهُ إِلَى الله وَرَسُولِهِ»، التقدير: من كانت هجرته إلى الله ورسوله نية وقصدًا، فهجرته إلى الله ورسوله حكمًا وشرعًا. لابد من هذا التقدير، وإلا يكون الكلام مكررًا، من كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، هذا مكرر، لابد من تقدير يبين المراد، والمراد - كما قالوا -: التقدير: من كانت هجرته إلى الله ورسوله نية وقصدًا، فهجرته إلى الله ورسوله حكمًا وشرعًا، وأما من كانت هجرته لغير الله ورسوله؛ «إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا»، سافر من بلد إلى بلد يريد التجارة؛ لأن البلد الآخر فيه تجارة، وفيه ثروة، وفيه معيشة، دنيا، هاجر من أجل الدنيا، لا من أجل الدين، «أَوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا»، هاجر من أجل أن يتزوج من البلد الذي هاجر إليه، ليس له من هجرته، إلاَّ هذه المرأة، وليس له أجر عند الله سبحانه وتعالى. والحديث له سبب، وهو أن رجلاً هاجر في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يريد أن يتزوج امرأة يقال لها: أم قيس، هاجر يريد أن يتزوج، ولم يهاجر من أجل الدين.


الشرح