×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَقْبَلُ اللَّهُ صَلاَةَ أَحَدِكُمْ إِذَا أَحْدَثَ حَتَّى يَتَوَضَّأَ»([1]).

 

 قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَقْبَلُ اللَّهُ صَلاَةَ أَحَدِكُمْ إِذَا أَحْدَثَ حَتَّى يَتَوَضَّأَ».

«لاَ يَقْبَلُ اللَّهُ»؛ أي: لا تكون صلاته صحيحة متقبلة عند الله مجزئة مبرئة لذمته إذا أحدث، حتى يتوضأ، هذا دليل على أن الطهارة شرط في صحة الصلاة مع القدرة، إذا كان يقدر على الطهارة بالماء أو التراب، فإن صلاته لا تصح، إلاَّ بذلك، أما إذا كان لا يقدر على الماء، ولا على التراب، مثل إنسان محبوس في مكان، وليس عنده ماء، ولا تراب، ولا عنده أحد، أو مريض على سرير، وما يستطيع الحركة ولا القيام، لا عنده أحد يحضر له ترابًا، والصلاة سيخرج وقتها، فلا بأس هذا يصلي على حسب حاله، ولو بدون طهارة؛ لقوله تعالى: ﴿فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُمۡ [التغابن: 16]، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ»([2])، فلا يترك الصلاة، يصلي على حسب حاله، ولو بدون طهارة بالماء ولا بالتراب، أما إذا كان يقدر على الماء، فلا بد من الماء، وإذا كان يقدر على التراب، ولا يقدر على الماء، فلا بد من التراب، لقوله صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَقْبَلُ اللَّهُ صَلاَةَ أَحَدِكُمْ»، معناها أنها غير صحيحة غير مقبولة عند الله عز وجل.

«إِذَا أَحْدَثَ»؛ يعني: حصل منه حدث، والحدث هو ما يخرج من الإنسان من السبيلين؛ من بول، أو غائط، أو ريح، وما يخرج من


الشرح

([1]) أخرجه: البخاري رقم (6954)، ومسلم رقم (225).

([2]) أخرجه: البخاري رقم (7288)، ومسلم رقم (1337).