×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

عن عبد الله بن عمرو بن العاص ([1]) وأبي هريرة ([2]) وعائشة ([3]) رضي الله عنهم قالوا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وَيْلٌ لِلأَْعْقَابِ مِنَ النَّارِ».

 

السبيلين هذا هو الحدث، فإذا حصل منه حدث، فلابد أن يتوضأ، ودل على أنه إذا لم يحصل منه حدث، إذا كان الإنسان على طهارة سابقة، ولم يحصل منه ناقض للوضوء، فإن طهارته باقية، يصلي فيها ما شاء من الأوقات، أما إذا انتقض وضوؤه، فإنه لا يجوز له أن يصلي بغير وضوء، فإن صلى بغير وضوء، وهو يقدر على الوضوء، فصلاته باطلة، وهو مرتكب لكبيرة من كبائر الذنوب، بل إن بعض العلماء يحكم بردته، يقول: لأنه مستهتر، لأنه إذا صلى بغير طهارة، وهو يقدر على الطهارة، فهذا يدل على استهتاره واستخفافه بأحكام الله عز وجل فيرتد عن دين الإسلام، والجمهور يقولون بأنه لا يرتد، ولكن يعتبر متلاعبًا، وصلاته غير صحيحة.

هؤلاء ثلاثة صحابة رووا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم: عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، هو وأبوه صحابيان، وأبو هريرة، وهذه كنيته، وأما اسمه، فاختلف العلماء فيه اختلافًا كثيرًا، أصح الأقوال أن اسمه عبد الرحمن بن صخر الدوسي من قبيلة دوس، في جبل السراة، أسلم عام خيبر في السنة السابعة من الهجرة، حسن إسلامه، ولزم النبي صلى الله عليه وسلم ملازمة تامة، وحفظ من الأحاديث ما لم يحفظه غيره؛ لأنه تفرغ لرواية


الشرح

([1]) أخرجه: البخاري رقم (60)، ومسلم رقم (241).

([2]) أخرجه: البخاري رقم (165)، ومسلم رقم (242).

([3]) أخرجه: مسلم رقم (240).