×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

الحديث وحفظ الحديث، فحفظ من ذلك مبلغًا، فكان من أكثر الصحابة رواية للحديث، ويسمى راوية الإسلام -رضي الله عنه وأرضاه-، حفظ للأمة كثيرًا من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، صار يسهر عليها، ويحفظها، ويتقنها، ويرويها، حتى صار مصدرًا من مصادر سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعائشة هي أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها، من أفضل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، بل هي أفضل زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، لولا ما هناك من الخلاف؛ يعني: أيهما أفضل خديجة أم عائشة؟ على خلاف بين العلماء، بعضهم يرى أن خديجة أفضل، وبعضهم يرى أن عائشة أفضل، ولكل منهما فضائل رضي الله تعالى عنهما، وعن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وعن صحابته الأكرمين.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ، وَيْلٌ لِلأَْعْقَابِ مِنَ النَّارِ»([1])، في رواية: «وَيْلٌ لِلأَْعْقَابِ، وَبُطُونِ الأَْقْدَامِ مِنَ النَّارِ»([2]).

«أَسْبِغُوا»: هذا أمر بالإسباغ، وهو إتمام الوضوء، إسباغه يعني: إتمامه على الأعضاء، بحيث لا يبقى من العضو شيء لا يبلغه الماء، ومنه الدرع السابغ؛ يعني: الدرع الواسع، الذي يستر المقاتل، فالإسباغ معناه: الإتمام والإكمال، بحيث لا يبقى شيء من أعضاء الوضوء لا يصل إليه الماء، والحديث له سبب، وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجالاً


الشرح

([1]) أخرجه: مسلم رقم (241).

([2]) أخرجه: أحمد رقم (17706)، والحاكم رقم (580)، والبيهقي رقم (326).