×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

لكن هل يكون التراب في الغسلة الأولى - كما جاء في الرواية -، أو يكون في الأخيرة - كما جاء في رواية أخرى -، أو يكون في إحدى الغسلات - الأولى، أو الثانية، أو الوسط - ؟ الظاهر - والله أعلم - أن المقصود وجود التراب، سواء استعمله في الغسلة الأولى، أو استعمله في الغسلة الأخيرة، أو استعمله في الوسط، المقصود وجود التراب في غسل الإناء بعد الكلب، ففي أي غسلة جُعل التراب، أجزأ؛ لأن هذه الروايات جاءت بهذا وهذا، هذا هو الصحيح أن المقصود استعمال التراب في أي غسلة من الغسلات، وما كيفية استعمال التراب؟ على قولين:

القول الأول: أنه يذر التراب في الإناء، ويغسله، يذر التراب في الإناء، ثم يغسله.

والقول الثاني: أنه يذر التراب في الماء، ثم يغسل به الإناء.

وعلى كل حال الأمر واسع في هذا، المهم وجود التراب، سواء ذره في الإناء، أو ذره في الماء، وهل يجزئ عن التراب بقية المواد المنظفة كالأشنان والصابون المزيل - والمواد المنظفة المعروفة الآن -؟ المذهب: نعم، يجوز عند الحنابلة؛ قال في متن الزاد: «وُجزِئ عن التُّراب أشنانٌ ونحوه»، لكن الصحيح أنه لا يجزئ غير التراب؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم نص على التراب، فلا يقوم غيره مقامه، ولأن الترب أحد الطهورين، الله أمر باستعمال الماء في الطهارة، فمن لم يجد، يتيمم صعيدًا طيبًا، التراب أحد الطهورين، وليس ذلك في الصابون


الشرح