×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

والأشنان، لا يتطهر بالصابون ولا بالأشنان إذا عدم الماء، التراب له خاصية أنه أحد الطهورين، فلا يعدل عنه، وأيضًا من الناحية الطبية؛ لأن بعض الباحثين من الأطباء ذكروا أن ريق الكلب فيه مادة ضارة لا يقطعها إلاَّ التراب، يقولون: مادة ضارة مؤثرة لا يقطعها إلاَّ التراب، التراب فيه خاصية، وهذا من معجزاته صلى الله عليه وسلم، حيث إنه نص على شيء أدرك الأطباء فيما بعد أنه لا ينفع غيره في هذا الشيء، فيكون هذا من الإعجاز في الحديث، على كل حال التعليل بأن التراب أحد الطهورين هذا أقوى بلا شك، وأن الرسول نص عليه، فلا نتعدى المنصوص.

ويؤخذ من هذا الحديث تحريم اقتناء الكلاب، وقد جاءت الأحاديث بالنهي عن اقتنائها، وأن من اقتنى كلبًا إلاَّ لماشية أو زرع أو صيد أنه ينقص من أجره كل يوم قيراطان([1])، وجاء في الحديث - أيضًا - أن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه كلب ولا صورة([2])، فهل المسلم يرضى أن تمتنع ملائكة الرحمة من دخول بيته؟ لا يرضى بهذا مسلم، ففي هذا رد على الذين يقتنون الكلاب لغير ما رخص فيه الرسول صلى الله عليه وسلم، يقتنونها هواية، أو تقليدًا للكفار؛ لأن الكفار مغرمون بتربية الكلاب ومخالطتها في بيوتهم، بل إن بعضهم يوصي لها بعد موته، يوصي للكلب، ويجعل له مسكنًا في بيته، بل يقتني كلابًا مثل الغنم عنده، هؤلاء كفار، يمكن أن تكون الكلاب أحسن منهم، نعم الكلاب أحسن منهم:


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (5480)، ومسلم رقم (1574).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (3322)، ومسلم رقم (2106).