×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

وهاجر الهجرتين - الهجرة إلى الحبشة، والهجرة إلى المدينة -، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، وهو ثالث الخلفاء الراشدين، وهو زوج بنتي الرسول صلى الله عليه وسلم، تزوج بنت الرسول رقية، ثم ماتت، ثم تزوج أم كلثوم، ثم ماتت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لو كان عندي ثالثة لزوجتك منها، هذا يدل على فضله رضي الله عنه، ولذلك يسمى بذي النورين؛ لأنه تزوج بنتي الرسول صلى الله عليه وسلم، وفضله معلوم رضي الله عنه، وقتل شهيدًا، قتله الخوارج قبحهم الله، وبقتله حصل على المسلمين نكبات بسبب قتله لا تزال بالمسلمين إلى الآن، فأول ما حصل من الخوارج قتل عثمان رضي الله عنه، حصل بقتله على المسلمين نكبات وحروب وفتن، كله بسبب قتل عثمان رضي الله عنه.

«أَنَّهُ رَأَى عُثْمَانَ دَعَا بِوَضُوءٍ»: الوَضوء بالفتح الماء، وأما الوُضوء بالضم، فهو المصدر، مصدر توضأ وضوءًا، والوضوء مأخوذ من الوضاءة، وهي الحسن؛ لأن أهل الوضوء يكتسبون حسنًا وآثارًا من الوضوء، يأتون يوم القيامة غرا محجلين، يعني في أعضائهم النور، أي في وجوههم وفي أعضائهم النور يوم القيامة، من آثار الوضوء.

الوضوء فيه فضل عظيم، وهو عبادة عظيمة، فعثمان رضي الله عنه أراد أن يبين للناس صفة وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا من تبليغ العلم والتعليم بالفعل، وما جلس عثمان يتكلم عن صفة الوضوء، بل إنه توضأ أمامهم، ففيه التعليم بالفعل، لأنه أبلغ، فإذا أردت أن تعلم أحدًا الوضوء، فإنك تريه، تتوضأ أمامه، تريه الوضوء فعلاً لا قولاً فقط.

«فَأَفْرَغَ عَلَى يَدَيْهِ مِنْ إِنَائِهِ، فَغَسَلَهُمَا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ»، هذا فيه دليل


الشرح