ومفصل العضد من
الكتف، هذا يسمى بالكتف، فاليد فيها ثلاثة مفاصل: مفصل من الكتف، ومفصل من المرفق،
ومفصل من الكف، والمطلوب غسل الأيدي إلى المرفق، ولابد من غسل المرفق مع الذراع؛
لأنه صلى الله عليه وسلم لما توضأ، أدار الماء على مرفقيه، فدل على أنهما داخلان
في المغسول، فعلى هذا تكون إلى بمعنى مع، ﴿وَأَيۡدِيَكُمۡ إِلَى ٱلۡمَرَافِقِ﴾؛ يعني: مع المرافق؛ لأن ﴿إِلَى﴾ تأتي بمعنى مع، و﴿إِلَى﴾ لانتهاء الغاية،
قالوا: فإن كان ما بعدها مخالفًا لما قبلها، فإن ما بعدها لا يدخل؛ مثل: ﴿ثُمَّ أَتِمُّواْ ٱلصِّيَامَ إِلَى ٱلَّيۡلِۚ﴾ [البقرة: 187]، فالليل ليس بجنس
النهار، أما إذا كان ما بعدها لا يخالف ما قبلها، فإن ما بعدها يدخل معه، ﴿وَأَيۡدِيَكُمۡ إِلَى
ٱلۡمَرَافِقِ﴾ [المائدة: 6]؛ لأن كلها تسمى يد، ﴿إِلَى ٱلۡمَرَافِقِ﴾؛ يعني: مع المرافق.
«ثُمَّ مَسَحَ
بِرَأْسِهِ»؛ لقوله تعالى: ﴿وَٱمۡسَحُواْ بِرُءُوسِكُمۡ﴾ [المائدة: 6]، والرأس إذا أطلق
يعم جميع الرأس، فيمسح جميع رأسه، ولا يكتفي بمسح بعضه، وصفة مسح الرأس - كما يأتي
- أنه وضع يديه صلى الله عليه وسلم على ناصيته، ثم أمرهما إلى قفاه، ثم ردهما إلى
المكان الذي بدأ منه، هذا مسح الرأس، والمسح غير الغسل، المسح أن تضع يديك
مبلولتين بالماء على رأسك، وتمرهما عليه، هذا هو المسح، وأما الغسل، فلابد من
إفاضة الماء على العضو.
«ثُمَّ غَسَلَ كِلْتَا رِجْلَيْهِ ثَلاَثًا»، أي غسل كلتا رجليه مع الكعبين ثلاثًا، وما يقال في المرفقين يقال في الكعبين، والكعبان هما العظمان