×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

الرواية الثالثة: أنه وضع يديه على الناصية على مقدم الرأس، أو على وسط الرأس، ثم أقبل بهما إلى مقدم الرأس، ثم ذهب بهما إلى القفا، ثم ردهما إلى المكان الذي بدأ منه، وهو وسط الرأس، يضع يديه على وسط الرأس، ثم يمرهما إلى المقدمة، ثم يردهما إلى القفا، ثم يردهما إلى المكان الذي بدأ منه، وهو متوسط الرأس، هذه صفة أيضًا.

وإذا كان الإنسان له رأس طويل، وقد ضفره، أو المرأة لها رأس طويل، وجعلته ضفائر، فلا ينقض، وإنما يمسح على ظاهره فقط، ولا يمسح النازل، الشعر النازل لا يمسحه، وإنما من هذا المقدار من القفا إلى المقدمة، وما نزل، فإنه لا يمسح، ما استرسل من الرأس.

«ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي التَّوْرِ، فَمَسَحَ رَأْسَهُ، فَأَقْبَلَ بِهِمَا وَأَدْبَرَ مَرَّةً وَاحِدَةً، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ». وفي رواية: «بَدَأَ بِمُقَدَّمِ رَأْسِهِ حَتَّى ذَهَبَ بِهِمَا إِلَى قَفَاهُ، ثُمَّ رَدَّهُمَا حَتَّى رَجَعَ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي بَدَأَ مِنْهُ»، هذه الصفة من الصفات الواردة في مسح الرأس.

وفي رواية: «أَتَانَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم فَأَخْرَجْنَا لَهُ مَاءً فِي تَوْرٍ مِنْ صُفْرٍ»، هذه الرواية تدل على أن الذي توضأ هو الرسول صلى الله عليه وسلم، بينما الرواية الأولى في أصل الحديث أن الذي توضأ صحابي، يعلمهم صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم.

«التور: شبه الطست»، التور إناء يصنع من الخشب، أو من الصفر، أو من أي مادة، ويوضع فيه الماء، ماء الوضوء.


الشرح