فهذا الحديث - كما
سبق - فيه:
أولاً: السؤال عن سنة
الرسول صلى الله عليه وسلم في الوضوء، والعمل بها، والاقتداء بالنبي صلى الله عليه
وسلم.
ثانيًا: فيه التعليم
بالفعل، وهذا أبلغ.
ثالثًا: فيه استحباب تكرار
غسل الأعضاء، تكرار المضمضة، تكرار الاستنشاق، تكرار غسل الوجه، تكرار غسل اليدين،
تكرار غسل الرجلين.
رابعًا: فيه الترتيب بين الأعضاء؛
بأن يبدأ بالوجه، ثم باليدين، ثم مسح الرأس، ثم الرجلين، على هذا النمط، فلو خالف
الترتيب، لم يصح؛ لأنه مخالف لوضوء النبي صلى الله عليه وسلم، فلو غسل رجليه قبل
أن يمسح رأسه - مثلاً -، لم يصح، أو غسل يديه قبل أن يغسل وجهه، لم يصح، لابد من
هذا الترتيب الذي وردت به الأحاديث في صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم، وهو
موافق لنظام الآية الكريمة: ﴿إِذَا قُمۡتُمۡ إِلَى
ٱلصَّلَوٰةِ فَٱغۡسِلُواْ وُجُوهَكُمۡ وَأَيۡدِيَكُمۡ إِلَى ٱلۡمَرَافِقِ
وَٱمۡسَحُواْ بِرُءُوسِكُمۡ وَأَرۡجُلَكُمۡ إِلَى ٱلۡكَعۡبَيۡنِۚ﴾ [المائدة: 6]، هكذا بالآية وقد
بين النبي صلى الله عليه وسلم الآية بفعله، ومشى على نظامها في الوضوء، فدل على أن
الترتيب واجب.
خامسًا: فيه - أيضًا - الموالاة بين غسل الأعضاء، فلا يؤخر غسل عضو حتى ييبس الذي قبله، بل يوالي؛ بحيث إذا فرغ من غسل عضو يغسل الذي بعده، ولا يتأخر حتى ييبس العضو الذي قبله، وإن عرض له عارض أثناء الوضوء شغله عن الاستمرار، فإن كان هذا العارض