×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

فالمدار على النيات والمقاصد، فمن غذى رأسه يتشبه - على ما يقولون - بالخنافس، أو بالفساق، أو الكفرة، فإنه يأثم بذلك؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ»، أما من يغذي رأسه اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، ولابد أن يعرف السنة حتى يتبعها في تغذية الرأس، لابد أن يعرف السنة الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك، فيمتثلها، ويتمشى عليها، وكان صلى الله عليه وسلم يعجبه التيامن في ترجله - يعني: في تسريح شعره -، فيبدأ بالجانب الأيمن من رأسه، ويسرحه، ثم بعد ذلك الجانب الأيسر، هذا في ترجله.

«وَطَهُورِهِ»، وهذا محل الشاهد، طُهوره بضم الطاء أي: في تطهره مصدر، بضم الطاء مصدر؛ أي: في تطهره، فكان يقدم الميامن من أعضائه على المياسر، والأيمن من جسمه على الأيسر في الاغتسال، هذا معنى التيامن في طهوره، أما الطَهور بفتح الطاء، فهو الماء: ﴿وَأَنزَلۡنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ طَهُورٗا [الفرقان: 48]؛ أي: مطهرًا، الطَهور هو الماء، وأما الطهور بالضم، فهو مصدر: تطهر يتطهر طهورًا، ومثله الوقود والوقود، الوقود الحطب: ﴿وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلۡحِجَارَةُۖ [البقرة: 24]، وأما الوقود، فهو مصدر الاشتعال، وكذلك ما كان من هذا الباب الفتح أو الضم، فعول أو فعول.

«يُعْجِبُهُ التَّيَمُّنُ فِي تَنَعُّلِهِ، وَتَرَجُّلِهِ، وَطَهُورِهِ، وَفِي شَأْنِهِ كُلِّهِ»؛ يعجبه التيامن، فعند دخول المسجد يقدم رجله اليمنى، وعند الخروج من المسجد يقدم رجله اليسرى، فما كان من شأنه التجمل، فإنه يقدم


الشرح