×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

عن نعيم المجمر عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إِنَّ أُمَّتِي يُدْعَوْنَ يَوْمَ القِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آثَارِ الوُضُوءِ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ»([1]).

وفي لفظ لمسلم: رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَتَوَضَّأُ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ حَتَّى كَادَ يَبْلُغُ الْمَنْكِبَيْنِ ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ حَتَّى رَفَعَ إِلَى السَّاقَيْنِ، ثُمَّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ أَثَرِ الْوُضُوءِ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ»([2]).

هذا حديث أبي هريرة رضي الله عنه برواياته الثلاث؛ أن هذه الأمة يوم القيامة يدعون غرًا محجلين من آثار الوضوء، وأن الحلية التي يحلون بها يوم القيامة تبلغ مبلغ الوضوء، فهذا الحديث فيه فضل الوضوء - وهو عبادة عظيمة وطهارة عظيمة -، وأن آثاره يوم القيامة تكون نورًا يعرف به أهل الوضوء من بين الخلق.

قوله: «عن نعيم المجمر»، المجمر قالوا: لأنه كان يجمر المسجد، بمعنى أنه يبخر المسجد، فسمي المجمر من أجل هذا، وكان أبوه قبله يفعل ذلك، فالمجمر معناه: الذي يجمر المسجد بالبخور.

وهذا الحديث فيه فضل الوضوء - كما ذكرنا -، وأن آثاره تكون نورًا يوم القيامة على المسلم.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (136).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (246).