والغرة: هي البياض
الذي يكون في جبهة الفرس، والتحجيل: هو البياض الذي يكون في أقدام الفرس، فالغرة
والتحجيل البياض هذا في الدنيا، البياض الذي يكون في جبهة الفرس وفي قوائمها،
المؤمنون يوم القيامة يتميزون، الذين يتوضؤون في الدنيا للصلاة ويتطهرون، تصير
آثار هذا الوضوء نورًا يوم القيامة، يعرفون به، ويتميزون به عن غيرهم، فهذا فيه
فضل الوضوء، وأنه في يوم القيامة تكون آثاره على المتوضئين نورًا يتلألأ وجمالاً
يتميزون به لآثار الطاعة والعبادة.
فأبو هريرة رضي الله
عنه لما روى هذا الحديث، أو سمع هذا الحديث من الرسول صلى الله عليه وسلم، بلغه للناس؛
ليستبشروا به، وليفرحوا به، وليعتنوا بالوضوء؛ حتى يحصلوا على هذه الفضيلة.
وأما قوله: «فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ وَتَحْجِيلَهُ فَلْيَفْعَلْ»، وكان أبو هريرة يغسل حتى يشرع في العضد في اليدين، ويغسل الرجلين حتى يشرع في الساق، هل المقصود في الحديث أنه يزيد على المرفقين، ويغسل العضد، ويزيد على الكعبين، ويغسل الساق أو بعض الساق، هل هذا هو المقصود؟ أو هذا فَهم فَهِمهُ أبو هريرة رضي الله عنه ؟ على قولين: من العلماء من يقول: هذا مرفوع، قوله: «فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ وَتَحْجِيلَهُ فَلْيَفْعَلْ»، هذا مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو من الحديث، فيستحب أن يزيد الإنسان في غسل وجهه، فيغسل شيئًا من رأسه، يغسل الناصية مع الوجه، ويزيد في غسل اليدين، فيغسل العضد أو بعض العضد، ويزيد في غسل الرجلين، فيغسل من الساق، ويرفع