×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

تكرم عن هذه الأشياء؛ لأنه يأخذ بها، ويعطي، ويأكل بها الإنسان؛ فلا يستعملها في هذه الأشياء.

«وَلاَ يَتَنَفَّسْ فِي الإِْنَاءِ»، هذه المسألة الثالثة، وهي من آداب الشرب، فبابها في الأطعمة والأشربة، ولكن لما كانت من ألفاظ الحديث، جاء بها هنا، فالمسلم إذا شرب لبنًا، أو ماءً، أو مرقًا، أو غير ذلك من المشروبات، وأراد أن يتنفس، فإنه لا يتنفس في الإناء؛ لأن ذلك يكرهه على الآخرين، ولأنه قد يخرج مع نفسه شيء من الأشياء المستقذرة، أو شيء من المرض، فيؤثر في الإناء، ويؤثر في الشراب، بل يتنفس خارج الإناء، هذا من آداب الشرب، حتى قالوا: إنه أيضًا ما ينفخ في الطعام، وإنما يبرد الطعام بوسائل غير النفخ؛ لأن هذا مثل الشرب إذا نفخ فيه، يقذره على الناس، فيبرده بالأشياء غير النفخ فيه، واستثنوا الشيء الحار، إذا أردت أن تشرب شايًا، أو قهوة حارة، استثنوا هذا، وأنه لا بأس أن ينفخ فيه للحاجة؛ لأنه حار تريد أن تبرده، أما الشيء الذي ما يحتاج إلى تبريد، هو بارد من أصله، فلا تتنفس فيه، ولا تنفخ فيه.


الشرح