×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

«وَأَمَّا الآخَرُ فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ»، النميمة هي الوشاية بين الناس على وجه الإفساد، بأن يذهب إلى شخص، ويقول له: إن فلانًا يسبك، فلان يتكلم فيك، يتنقصك، يقول فيك كذا وكذا، ثم يذهب إلى الآخر، ويقول مثل ما قال للأول؛ من أجل أن يفسد بينهما، ويوقع العداوة بينهما، هذا هو النمام، من النم، وهو النقل، ونمى الكلام يعني: نقله، نمى كذا يعني: نقله، هذا هو النمام وقد جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ نَمَّامٌ»([1]) أو «قَتَّاتٌ»([2]) القتات هو النمام، وجاء في قوله تعالى: ﴿وَلَا تُطِعۡ كُلَّ حَلَّافٖ مَّهِينٍ ١٠ هَمَّازٖ مَّشَّآءِۢ بِنَمِيمٖ [القلم: 10- 11]، هذه النميمة، فالله جل وعلا نهانا عن إطاعة النمامين وتصديق النمامين، وأن الواجب تكذيبهم وعدم التأثر بقولهم، وما أكثر النميمة اليوم بين الناس! خصوصًا بين طلبة العلم، مع الأسف تجد النمامين بين طلبة العلم كثيرين، يتكلمون في أعراض الناس، وينقلون الوشاية بينهم؛ فلان قال فيك: كذا، وفلان كذا. هذا ينتظرهم جزاؤهم في القبر ينالهم عذاب القبر - والعياذ بالله -، فعلى المسلم أن يطهر لسانه من النميمة.

فدل هذا الحديث على مسائل:

المسألة الأولى: فيه معجزة من معجزاته صلى الله عليه وسلم؛ حيث إن الله أطلعه على أحوال الموتى في قبورهم، وأخبر عن ذلك صلى الله عليه وسلم.

المسألة الثانية: فيه دليل على وجوب التحرز من البول والتطهر منه،


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (105).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (6056)، ومسلم رقم (105).