فإنه إن كان في
الشرق، يكون إلى الجنوب، أو إلى الشمال؛ لتكون الكعبة إلى جنبه، وكذلك من كان في
الغرب - غرب الكعبة -، فإنه يتجه إلى الشمال أو إلى الجنوب؛ لتكون الكعبة إلى
جنبه، ولا تكون مقابلة له.
ثم إن أبا أيوب رضي
الله عنه يقول: «فَقَدِمْنَا الشَّأْمَ»، الشام البلد المعروف، يطلق الشام
على كل ما كان شمالي الكعبة؛ على سوريا، وعلى فلسطين، كل من كان شمالي الكعبة،
إلاَّ أنه خصص الشام الآن بسوريا، وإلا فاسم الشام عام لكل البلاد التي تقع شمال
الكعبة؛ كما أن اليمن سمي يمنًا؛ لوقوعه أيمن الكعبة، قال: «فَقَدِمْنَا
الشَّامَ»، لما فتحوا الشام، واستوطنها المسلمون، وجدوا مراحيض، والمراحيض جمع
مرحاض، وهو موضع قضاء الحاجة، المكان المعد لقضاء الحاجة يسمى بالمرحاض، ويسمى
بالكنيف، ويسمى بالحش.
«فَوَجَدْنَا
مَرَاحِيضَ قَدْ بُنِيَتْ نَحْوَ الْكَعْبَةِ»؛ لأن الذين بنوها غير
مسلمين، ولا يعرفون.
قال: «فَنَنْحَرِفُ
عَنْهَا، وَنَسْتَغْفِرُ اللَّهَ عز وجل »، إذا أرادوا أن يقضوا حوائجهم في
هذه الأمكنة، التي تقابل الكعبة -تستدبرها أو تستقبلها-، ينحرفون عن توجه الكعبة،
ويستغفرون الله؛ لئلا يكونوا وقعوا في شيء من الخطأ.
فدل هذا الحديث على تحريم استقبال الكعبة ببول أو غائط وأن الواجب على المسلم أن ينحرف عنها، ويجعلها على جنبه، وأنه لو