×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

هو ما تكلم صلى الله عليه وسلم، ولكنه كان ينظر إلي السواك، فلما أطال نظره إليه، قالت عائشة: آخُذُهُ لَكَ؟ فَأَشَارَ بِرَأْسِهِ: «أَنْ نَعَمْ». فأخذته وهيأته له صلى الله عليه وسلم. ففيه العمل بالإشارة المفهومة إذا فهمت، وأنها تقوم مقام اللفظ، ومنه قوله - تعالي -: ﴿قَالَ رَبِّ ٱجۡعَل لِّيٓ ءَايَةٗۖ قَالَ ءَايَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ ٱلنَّاسَ ثَلَٰثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمۡزٗاۗ وَٱذۡكُر رَّبَّكَ كَثِيرٗا وَسَبِّحۡ بِٱلۡعَشِيِّ وَٱلۡإِبۡكَٰرِ [آل عمران: 41]؛ يعني: أشار، زكريا عليه السلام أنه خرج على قومه من المحراب: ﴿فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوۡمِهِۦ مِنَ ٱلۡمِحۡرَابِ فَأَوۡحَىٰٓ إِلَيۡهِمۡ أَن سَبِّحُواْ بُكۡرَةٗ وَعَشِيّٗا [مريم: 11]؛ ﴿فَأَوۡحَىٰٓ إِلَيۡهِمۡ؛ يعني: أشار إليهم؛ لأنه امتنع من الكلام من غير خرس، وإنما هذه علامة جعلها الله له: ﴿قَالَ رَبِّ ٱجۡعَل لِّيٓ ءَايَةٗۖ قَالَ ءَايَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ ٱلنَّاسَ ثَلَٰثَ لَيَالٖ سَوِيّٗا [مريم: 10]؛ يعني: ليس بك مرض، أو مانع يمنع من الكلام.


الشرح