هو ما تكلم صلى الله عليه وسلم، ولكنه كان ينظر إلي السواك، فلما أطال نظره إليه، قالت عائشة: آخُذُهُ لَكَ؟ فَأَشَارَ بِرَأْسِهِ: «أَنْ نَعَمْ». فأخذته وهيأته له صلى الله عليه وسلم. ففيه العمل بالإشارة المفهومة إذا فهمت، وأنها تقوم مقام اللفظ، ومنه قوله - تعالي -: ﴿قَالَ رَبِّ ٱجۡعَل لِّيٓ ءَايَةٗۖ قَالَ ءَايَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ ٱلنَّاسَ ثَلَٰثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمۡزٗاۗ وَٱذۡكُر رَّبَّكَ كَثِيرٗا وَسَبِّحۡ بِٱلۡعَشِيِّ وَٱلۡإِبۡكَٰرِ﴾ [آل عمران: 41]؛ يعني: أشار، زكريا عليه السلام أنه خرج على قومه من المحراب: ﴿فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوۡمِهِۦ مِنَ ٱلۡمِحۡرَابِ فَأَوۡحَىٰٓ إِلَيۡهِمۡ أَن سَبِّحُواْ بُكۡرَةٗ وَعَشِيّٗا﴾ [مريم: 11]؛ ﴿فَأَوۡحَىٰٓ إِلَيۡهِمۡ﴾؛ يعني: أشار إليهم؛ لأنه امتنع من الكلام من غير خرس، وإنما هذه علامة جعلها الله له: ﴿قَالَ رَبِّ ٱجۡعَل لِّيٓ ءَايَةٗۖ قَالَ ءَايَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ ٱلنَّاسَ ثَلَٰثَ لَيَالٖ سَوِيّٗا﴾ [مريم: 10]؛ يعني: ليس بك مرض، أو مانع يمنع من الكلام.