عن أبي موسي الأشعري رضي الله عنه قال:
«أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ يَسْتَاكُ بِسِوَاكٍ رَطْبٍ،
قَالَ: وَطَرَفُ السِّوَاكِ عَلَى لِسَانِهِ وَهُوَ يَقُولُ: أُعْ أُعْ،
وَالسِّوَاكُ فِي فِيهِ، كَأَنَّهُ يَتَهَوَّعُ» ([1]).
*****
هذا الحديث فيه أيضا
التسوك بالعود الرطب، وأنه مثل اليابس، وفيه التسوك على اللسان، التسوك إذا يكون
على الأسنان، ويكون على اللثة، ويكون على اللسان، هذه الثلاثة يمسحها بالسواك؛
ليزيل وما عليها من مخلفات ومن رائحة كريهة، والمسواك أحسن ما يستعمل فيه عود
الآراك، ويجوز بغيره، يجوز بسائر الأشياء التي يحصل بها المقصود؛ مثل: العرجون -
عرجون النخلة -، أو أي عود لين يزيل رائحة الفم يستعمل، حتي قالوا: حتي بالخرقة
أيضا، وبالإصبع، ولكن الأفضل أن يكون بالسواك، وأفضل أنواع السواك الآراك؛ لأنه
طيب الرائحة، ولأنه لين، ولأنه يبقي مع الاستعمال، هذا فيه خواص.
وقوله: «وَهُوَ يَقُولُ: أُعْ أُعْ»؛ يعني: أنه يستعمل السواك، حتي أنه يكاد يتقيأ، أع، أع؛ يعني: يكاد يتقيأ من استعمال السواك، فيه المبالغة في استعمال السواك، حتي ينظف الفم، وتطيب رائحته، وما يكفي أنه يدخل السواك في فمه، لأن التسوك من صفته أن يستاك عرضا، ويقبض السواك بيده اليسري؛ لأنه من إزالة الأذى، واليسري تستعمل لإزالة الأذى -كما سبق-، فيقبض السواك بيده اليسري، ثم بدأ من الجانب
([1]) أخرجه: البخاري رقم (244)، ومسلم رقم (254).