عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال:
كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَأَهْوَيْتُ لأَِنْزِعَ خُفَّيْهِ،
فَقَالَ: «دَعْهُمَا، فَإِنِّي أَدْخَلْتُهُمَا طَاهِرَتَيْنِ». فَمَسَحَ
عَلَيْهِمَا([1]).
والمسح معناه: أن
يضع يديه مبلولتين بالماء عل رؤوس أصابع رجليه ويمررهما إلى ساقيه، من أعلى الخف،
لا من جوانبه، ولا من أسفله، وإنما من أعلاه، يضع يديه مفرقة الأصابع؛ اليمنى على
اليمني، واليسري على اليسرى، من رؤوس أصابع رجليه، ويمررها إلي ساقه، هذه صفة
المسح على الخفين، والخفان تثنية خف، وهو ما يلبس على الرجل من الجلود ونحوها، مما
يصنع للرجلين، فكل ما يستر الرجلين، ويصنع لهما، فإنه يمسح عليه.
المغيرة بن شعبة
الثقفي رضي الله عنه كان من دهاة العرب، وهو صحابي جليل، أسلم عام الخندق، وحضر
كثيرًا من الغزوات مع الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان يسافر معه.
والحديث أن الرسول
صلى الله عليه وسلم توضأ للصلاة، قال المغيرة: «فَأَهْوَيْتُ»؛ يعني: مددت
يدي، يقال أهوي إذا مد يده، وهوى إذا نزل إلي الأرض، فمعني أهويت؛ أي: مددت يدي.
«لأَِنْزِعَ خُفَّيْهِ صلى الله عليه وسلم »؛ من أجل أن يغسل رجليه، ظن أن الرسول أراد أن يغسل رجليه، فأراد أن يخدمه، ويتشرف بخدمة النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «دَعْهُمَا»؛ أي: اتركهما، لا تخلعهما، «فَإِنِّي أَدْخَلْتُهُمَا طَاهِرَتَيْنِ»؛ يعني: على طهارة، لبستهما على طهارة، فهذا فيه دليل على أنه يشترط
([1]) أخرجه: البخاري رقم (206)، ومسلم رقم (274).