×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

عَنْ أُمِّ قَيْسٍ بِنْتِ مِحْصَنٍ الأسديّة «أَنَّهَا أَتَتْ بِابْنٍ لَهَا صَغِيرٍ، لَمْ يَأْكُلِ الطَّعَامَ، إِلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَأَجْلَسَهُ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم فِي حَجْرِهِ، فَبَالَ عَلَى ثَوْبِهِ، فَدَعَا بِمَاءٍ، فَنَضَحَهُ وَلَمْ يَغْسِلْهُ»([1]).

عنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رضي الله عنها «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِصَبِيٍّ، فَبَالَ عَلَى ثَوْبِهِ، فَدَعَا بِمَاءٍ فَأَتْبَعَهُ إِيَّاهُ»([2]).

ولمسلم: «فَأَتْبَعَهُ إِيَّاهُ وَلَمْ يَغْسِلْهُ»([3]).

 

القول الثالث: أنه يتوضأ مطلقا، شك في الصلاة أو خارج الصلاة، وهذا القول الأخير خلاف الحديث، فلا يعول عليه، والصحيح هو الرأي الأول، والحمد لله.

هذان الحديثان في بول الصبي الغلام الذكر، الذي لم يأكل الطعام، ولم يعمل به، ففي حديث أم قيس بنت محصن، وهي أخت عكاشة بن محصن رضي الله عنه؛ أنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم بابن لها، كان من عادتهم إذا ولد المولود أنهم يأتون به إلي النبي صلى الله عليه وسلم، ليحنكه، ويدعو له، ويبرك عليه، كانت هذه عاداتهم بالمواليد، يأتون بهم إلي النبي صلى الله عليه وسلم، فمن جملتهم هذه المرأة، جاءت بابن لها صغير لا يأكل الطعام، فوضعه النبي صلى الله عليه وسلم في حجره، هذا من شفقته صلى الله عليه وسلم وتواضعه، فهو أفضل الخلق، ويضع الغلام في حجره صلى الله عليه وسلم، فيه تواضعه صلى الله عليه وسلم، فبال الغلام، في حجر


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (223)، ومسلم رقم (287)

([2])  أخرجه: البخاري رقم (222).

([3])  أخرجه: مسلم رقم (286)