إلاَّ ما ورد به الدليل خاصة، هذا خاص بما انفصل من جسده صلى الله عليه وسلم، فهذا رد به على الخرافيين، الذين يحاولون الآن إحياء الآثار، ويسمونها الآثار النبوية وآثار الصالحين، ويقولون: دار المولد، وغار حراء، وغار ثور، والأمكنة التي جلس فيها صلى الله عليه وسلم، هذا مبتدع، وما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يفعله، وما كان يذهب إلي غار ثور ولا إلى غار حراء بعد بعثته صلى الله عليه وسلم، إلاَّ أنه ذهب إلى غار ثور يوم الهجرة من أجل الاختفاء فيه، وليس لأجل البركة في هذا المكان، ولكن لأجل الاختفاء فيه وتعمية الخبر على قريش، ولم يكن الصحابة يذهبون إلى هذه الأماكن، ولم يكونوا يعتنون بها، إلاَّ بالمساجد، التي هي بيوت الله عز وجل، وأما هذه الآثار التي يسمونها آثار الصالحين، و آثار النبي صلى الله عليه وسلم، فلا يجوز التعلق بها؛ لأن هذا وسيلة إلى الشرك، والتبرك بها واعتقاد أنها بزيارتها والدعاء عندها يحصل بذلك الإجابة، ويحصل بذلك المطلوب، فيؤول هذا إلى الشرك؛ كما حصل في قوم نوح، لما غلوا في الصالحين، وتبركوا بآثارهم، وقع فيهم الشرك، فالواجب قطع هذه الوسيلة، وأما احتجاجهم بالتبرك بريقه وما انفصل من جسده، نعم، هذا صحيح، هذا سنة، وفعله الصحابة، وأقرهم النبي صلى الله عليه وسلم، لكن هذا انتهى بموته صلى الله عليه وسلم، فلا يلبس على الناس مثل هذا الأمر؛ فرق بين هذا وهذا، وفرق بين المصليات التي قصدها للصلاة فيها، والمصليات التي صلى فيها مصادفة، ولم يقصدها، مثل الأمكنة التي صلى فيها في طريقه لما حضرته الصلاة، لم يقصدها، وإنما صلى بها مصادفة لما حضرته