×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

 تجد صورته حسنة، ففي قصه مخالفة للكفار، وفيه جمال للوجه وفيه سلامة من الأذى إذا شرب في ماء أو لبن أو مرق أو غير ذلك، فإنه يدنسه على غيره، ويكرهه على غيره، وهو أيضًا يتلوث، وجاء في الحديث «قَصُّ الشَّارِبِ»، وفي حديث آخر جز الشارب([1])، وفي حديث ثالث إحفاء الشوارب([2])، والمقصود أنها لا تترك تطول، أنها لا تترك الشوارب تطول، ولاحظوا إن الرسول قال: «قَصُّ»، وقال: «جُزُّوا»، وقال: «أَحْفُوا»، ولم يقل: حلق الشارب، فيكره حلقه؛ لأنه يشوه الوجه، يكره حلق الشارب، قالوا: يحلق رأس الشفة فقط، إطار الشفة يحلق، وما فوقه يجز، ويقص، هذا أجمل شيء، وأحسن شيء، فلا يترك يطول، ولا يحلق، وإنما يُخَف بهذه الصفة الجميلة الحسنة فالرسول صلى الله عليه وسلم أمر بإحفاء الشوارب، وأمر بإعفاء اللحى، وترك اللحى، فأبى أهل الفسق وأهل النذالة، إلاَّ أن يخالفوا سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فيحلقون لحاهم، ويوفرون شواربهم، هذا خلاف سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، مع ما في ذلك من التشويه والمخالفة للسنة والتشبه بالنساء، تشبه بالكفار، ولكن كل هذه تغيب عن أذهانهم، وكما قال الشاعر:

يقضي على المرء في أيام محنته  *** حتى يرى حسنا ما ليس بالحسن

إذا كانوا لا يريدون اللحى، فليختصوا؛ لأن الخصي لا ينبت له لحية، فيقطعون الخصية، ولا ينبت لحية، ويسلمون منها،


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (260).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (259).