×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

لأنهم أصبحوا ليسوا رجالا، وإنما هم أشباه النساء، فالحقيقة أن حلق اللحى تشويه، ومخالفة للسنة، وتشبه بالنساء، وتشبه بالكفار، وعادة قبيحة، لكن ما تقول في أناس يستحسنون هذا، ويعتبرونه رجولة، ويعتبرونه تقدما وحضارة، وغير ذلك، ويستهزؤون باللحية؟! وإذا بلغ الأمر إلي الاستهزاء هذه ردة عن الإسلام، إذا استهزؤوا بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم بل سنة الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام -، هارون عليه السلام يقول لأخيه موسي عليه السلام: ﴿لَا تَأۡخُذۡ بِلِحۡيَتِي وَلَا بِرَأۡسِيٓۖ [طه: 94]، دل على أن هذا من سنن الأنبياء إحفاء اللحى، وأن حلق اللحى من سنن الكفار أعداء الرسل وأعداء الأنبياء، فكون المسلم ينحاز إلى أعداء الرسل، ويتصف بصفاتهم، ويترك سنة الأنبياء، هذا من الحرمان - والعياذ بالله -، ومن الانتكاس، ولا حول ولا قوة إلاَّ بالله.

الثالثة: «تَقْلِيمُ الأَْظْفَارِ»؛ أظافر اليدين، وأظافر الرجلين، قالوا: لا يترك الظفر يطول على اللحم بل يكون محاذيًا للحم، ولا يتركه يطول لما في ذلك من تشويه الصورة والتشبه بالحيوانات، فلا يترك أظفاره تطول طولاً ظاهرًا بل يتعاهدها، يقصها في كل أسبوع، أو كل ثلاثين يوم، أو كل أربعين يوم، وقد جاء في الحديث الصحيح في صحيح مسلم: «وُقِّتَ لَنَا فِي قَصِّ الشَّارِبِ، وَتَقْلِيمِ الأَْظْفَارِ، وَنَتْفِ الإِْبِطِ، وَحَلْقِ الْعَانَةِ، أَنْ لاَ تُتْرَك أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً»([1])، لا يزيد تركها على أربعين يوم، وكونه يتعاهدها في كل أسبوع،


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (258).