عن عبد الله بن عمر: أن عمر بن الخطاب رضي
الله عنه قال: يَا رَسُولَ اللهِ أَيَرْقُدُ أَحَدُنَا وَهُوَ جُنُبٌ؟ قال:
«نَعَمْ إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَرْقُدْ» ([1]).
عن أم سلمة رضي الله عنها - زوج النبي صلى
الله عليه وسلم - قالت: جَاءَتْ أَمُّ سُلَيْمٍ امرأة أبي طلحة إِلَى رَسُولِ الله
صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ الله إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِى
مِنَ الحَقِّ، فَهَلْ عَلَى المَرْأَةِ مِنْ غُسْلٍ إِذَا هِيَ احْتَلَمَتْ؟
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «نَعَمْ، إِذَا رَأَتِ الْمَاءَ»([2]).
هذا في مسألة: هل
ينام الإنسان، وهو على جنابة؟ لا بأس بذلك؛ أن ينام وهو على جنابة؛ لأن النبي صلى
الله عليه وسلم كان ينام أحيانًا من غير أن يمس ماء، فدل على جواز النوم والإنسان
على جنابة، ولكن يتوضأ؛ ليخفف الحدث، يتوضأ قبل النوم هذا أفضل وأحسن؛ ليخفف عنه
الحدث، ثم ينام، فهذا من آداب النوم، أن ينام الإنسان على وضوءه، لا سيما إذا كان
جنبًا، فإنه يتوضأ من أجل أن يخفف عنه الحدث، وإن ترك الوضوء فلا بأس؛ لأن النبي
صلى الله عليه وسلم كان ينام من غير أن يمس ماء.
هذا حديث أم سليم بنت ملحان - أو مِلحان -، وهي أم أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت تحت أبي طلحة الأنصاري، تزوجها بعد أن مات عنها زوجها الأول؛ لأن مالك بن النضر والد أنس كره الإسلام، وفر إلى الشام، ومات هناك كافرًا،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (287)، ومسلم رقم (306).