×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

 فينبغي الاقتصاد في الماء، وعدم إضاعته في الغسيل أو في الاغتسال، أو في سقي الأشجار، والحدائق، وغير ذلك من الأمور، أو تضييعه في الشوارع وغسل البيت، يغسلون البيت كله بالماء، ويسيح الماء في الأسواق، ويؤذي المارة، كل هذا أمر لا يجوز، فينبغي الاحتفاظ بالماء، وعدم إضاعته؛ لأنه ثروة، وما جاءت إلاَّ بنفقات وتكاليف باهظة.

تعلمون أن العالم كله الآن يشكون من شح المياه، تعقد مؤتمرات لأجل النظر في صرفية الماء، وهذه البلاد كما ترون تعاني من شح الأمطار وقلة المياه، فلا ينبغي هذا الإسراف في المياه وإضاعتها من غير فائدة، وفي العبادات يكون الأمر أشد؛ لأن الإسراف في العبادة، غلوًا، وتشددًا في الغلو منهي عنه، بعض الناس يفتح الصنبور، أو يفتح صراف الماء، ويتركه يضيع، إذا أراد أن يغسل يده، يضيع كمية كبيرة، فقط من أجل تغسيل كفه، يفتح الماء، ويتركه يضيع، يغسل يده أو أي شيء، يضيع مياهًا كثيرة. سيسأل عن هذا يوم القيامة، ويحاسب؛ لأنه أضاع ثروة عظيمة، وأسرف، وإذا كان هذا في العبادة والطهارة، فإن هذا محرم الإسراف في الماء محرم، فينبغي التنبه لهذه المسألة، والشارع الحكيم - كما ترون - أرشد إلى هذا، النبي صلى الله عليه وسلم - وهو أكمل الناس وأشدهم خوفًا من الله، وأكمل الناس في عبادة ربه - في طهارة وغيرها يكفيه الصاع للطهور، والصاع أربعة أمداد، يكفي جسمه صلى الله عليه وسلم كله، ومع هذا يغسل رأسه ثلاث مرات من هذا الصاع؛


الشرح