عن عمار بن ياسر رضي الله عنهما قال:
بَعَثَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي حَاجَةٍ فَأَجْنَبْتُ، فَلَمْ أَجِدِ
الْمَاءَ، فَتَمَرَّغْتُ فِي الصَّعِيدِ، كَمَا تَمَرَّغُ الدَّابَّةُ، ثُمَّ
أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ:
«إِنَّمَا يَكْفِيكَ أَنْ تَقُولَ بِيَدَيْكَ هَكَذَا، ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدَيْهِ
الأَْرْضَ ضَرْبَةً وَاحِدَةً، ثُمَّ مَسَحَ الشِّمَالَ عَلَى الْيَمِينِ
وَظَاهِرَ كَفَّيْهِ وَوَجْهَهُ»([1]).
هذا عمار بن ياسر
رضي الله عنهما الصحابي الجليل، هو وأبوه وأمه صحابة، أسلموا في مكة، وعُذِّبوا
عذابًا شديدًا، وقُتِلَتْ أمه سمية صابرة محتسبة في سبيل الله عز وجل، وعمار بن
ياسر هذا من السابقين الأولين إلى الإسلام، وهاجر الهجرتين؛ الهجرة إلى الحبشة،
والهجرة إلى المدينة، وحضر المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفضائله
كثيرة، واستشهد في الحرب التي وقعت بين علي ومعاوية رضي الله عنهما في صفين،
استشهد في صفين، وكان في جيش علي.
يقول: «بَعَثَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم »؛ يعني: أرسلني رسول الله «فِي حَاجَةٍ فَأَجْنَبْتُ، فَلَمْ أَجِدِ الْمَاءَ»، فحضرت الصلاة، ولم يكن عنده ماء، وهو يعلم أن التيمم يكفي عن الماء في الحدث الأكبر، يعلم هذا، قال: «فَتَمَرَّغْتُ فِي الصَّعِيدِ، كَمَا تَمَرَّغُ الدَّابَّةُ»، هو يعلم أن التيمم يقوم مقام الماء، لكنه لا يعرف كيفية التيمم، فتمرغ في الصعيد؛ كما تتمرغ الدابة، قاس التيمم بالتراب على الطهارة بالماء، فكما أن الطهارة بالماء يعمم بها البدن من الجنابة، فكذلك قاس التيمم، قالوا: وهذا فيه
([1]) أخرجه: البخاري رقم (347)، ومسلم رقم (368).