عن معاذة قالت: «سَأَلْتُ عَائِشَةَ رضي
الله عنها: مَا بَالُ الْحَائِضِ تَقْضِي الصَّوْمَ، وَلاَ تَقْضِي الصَّلاَةَ.
فَقَالَتْ: أَحَرُورِيَّةٌ أَنْتِ؟ فَقُلْتُ: لَسْتُ بِحَرُورِيَّةٍ، وَلَكِنِّي
أَسْأَلُ. فَقَالَتْ: كَانَ يُصِيبُنَا ذَلِكَ، فَنُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّوْمِ،
وَلاَ نُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّلاَةِ»([1]).
هذه معاذة بنت عبد
الله؛ أنها سألت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، فقالت: «مَا بَالُ
الْحَائِضِ تَقْضِي الصَّوْمَ، وَلاَ تَقْضِي الصَّلاَةَ؟»، هذا دليل على أنه
كان متقررًا عندهم أن الحائض تقضي الصيام، ولا تقضي الصلاة، فمعاذة استشكلت هذا؛
لأن الخوارج، يرون أن الحائض تقضي الصلاة، فلما سألت معاذة عائشة عن ذلك، ظنت أنها
من الخوارج؛ لأنهم هم الذين يسألون عن مثل هذا السؤال.
«أَحَرُورِيَّةٌ أَنْتِ؟»؛ يعني: هل أنت من الخوارج؟ سمي الخوارج بالحرورية نسبة إلى مكان يقال له: حروراء بأرض العراق، قريبًا من الكوفة، اجتمعوا فيه لما خرجوا على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، اجتمعوا في هذا المكان، الذي يسمى حروراء، فنسبوا إليه، وقيل له: الحرورية، وتوسع في هذا اللقب في كل خارجي، وإن لم يكن من أهل حروراء، صار سمة للخوارج، والخوارج هم الذين يخرجون عن طاعة ولي الأمر، ويشقون العصا، ويعتقدون كفر مرتكب الكبيرة التي دون الشرك، يكفرون المسلمين العصاة، وهذا من الغلو
([1]) أخرجه: البخاري رقم (321)، ومسلم رقم (335).