×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

والتطرف في دين الله، ولعدم فقههم في دين الله عز وجل، فوقعوا فيما وقعوا فيه بسبب التشدد والغلو، وبسبب عدم الفقه في دين الله، وعدم الرجوع إلى أهل العلم؛ لأنهم يتهمون أهل العلم بالتقصير والمداهنة والتساهل، فلا يرجعون إليهم، هذه صفتهم في كل زمان، صفة الخوارج أنهم يتشددون، ويتنطعون في دين الله، أنهم ليس عندهم علم ولا فقه، ولا يرجعون إلى أهل العلم، بل يحتقرون أهل العلم، وأنهم يكفرون المسلمين الذين ارتكبوا شيئًا من الكبائر التي دون الشرك، أنهم لا يرون طاعة ولي أمر المسلمين، هذه مسائلهم التي خالفوا فيها المسلمين، واختلف العلماء فيهم: هل هم كفار أو هم ليسوا كفارًا، وإنما هم فساق؟ على قولين لأهل العلم: من العلماء من يكفرهم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما وصفهم، قال: «يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ»([1])، ثم لا يعودون إليه، والقول الثاني: أنهم ليسوا كفارًا، وإنما يضلون، ولا يفسقون، ولا يصلون إلى حد الكفر؛ لأنهم يتأولون تأويلاً فاسدًا، ظنوا أنه صحيح، فيدرأ عنهم الكفر؛ لأنهم من أكثر الناس صلاة وعبادة وتلاوة للقرآن، يصومون النهار، ويصلون الليل، ويكثرون من تلاوة القرآن ومن ذكر الله، ولكنهم ابتلوا بهذا الشذوذ وهذه المصائب، اجتمعوا في هذا المكان، وكانوا عددًا كثيرًا، فأرسل إليهم أمير المؤمنين عليا رضي الله عنه، عبد الله بن عباس حبر الأمة وترجمان


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (3610)، ومسلم رقم (1064).