×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

القرآن، أرسله إليهم ليتفاهم معهم، ذهب إليهم، وجلس معهم، واستمع إلى شبهاتهم، وأجاب عنها، فرجع منهم ستة آلاف، رجعوا إلى الصواب، وتابوا إلى الله عز وجل، والبقية تعنتوا، وأصروا على ما هم عليه، فقاتلهم أمير المؤمنين علي رضي الله عنه ومن معه من الصحابة والمؤمنين في موقعة النهروان، وقتل منهم مذبحة عظيمة، وكان هذا من مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر أن في قتلهم خير لمن قتلهم، فكان هذا من مناقب علي رضي الله عنه، وتحققت فيه بشارة الرسول صلى الله عليه وسلم في من يقتل الخوارج، فقتلهم رضي الله عنه، وأراح المسلمين من شرهم، إلاَّ أنهم لا يزال يخرج منهم فئات، وتفرقوا أيضًا في البلاد، وصار لهم محلات معروفة، ولا زال هذا المذهب يخرج شيئًا فشيئًا على المسلمين؛ فهو مذهب متوارث - نسأل الله العافية -، فيجب على المسلم أن يعرف هذه المذاهب الباطلة من أجل أن يتجنبها، ولا يقع فيها، ولا تروج عليه؛ لأن عندهم شبهات، إذا لم يكن عند الإنسان معرفة وبصيرة، قد تنطلي عليه، فيجب على المسلم أن يتعلم أمور العقيدة، ويتعلم أمور الفرق الضالة وشبهاتها والرد عليها؛ حتى يكون على بصيرة، هؤلاء هم الخوارج.

فعائشة رضي الله عنها لما سمعت هذا السؤال، قالت: «أَحَرُورِيَّةٌ أَنْتِ؟»؛ لأن عائشة رضي الله عنها فهمت أنها تعترض بهذا السؤال، وتقول لماذا؟ يعني: لماذا جعل الله الحائض تقضي الصيام، ولم يجعلها تقضي الصلاة؟ مع أن كلا منهما ركن من أركان الإسلام، والصلاة آكد من الصيام، فلماذا؟


الشرح