الرسول صلى الله عليه وسلم، وما نسمع للرأي الآخر، الدين ليس بالرأي، الدين إنما هو تلقي واتباع، وليس للآراء فيه دخل، وإذا اختلف الناس في الأحكام، فإننا نأخذ ما يقوم عليه الدليل، ولا نأخذ بما يقول فلان، يقولون: لا، وما ميزة هذا العالم تأخذ برأيه، وهذا ما تأخذ برأيه؟ نقول: الميزة الدليل، من كان معه الدليل، أخذنا بقوله دون تحيز لأحد، وإنما نأخذ بمن معه الدليل، وليست المسألة حرية رأي، أو رأي آخر؛ كما يقال. لماذا تأخذون بقول العالم الفلاني، وتتركون العالم الفلاني، وكلهم علماء؟ فنقول: نحن لسنا بمكلفين بأخذ أقوال العلماء، وإنما نحن مكلفون بالأخذ بالدليل من غير تحيز لأحد، وإنما غرضنا الدليل والاتباع، من غير أن نميل مع من نحبه أو من نهواه، أو من يوافق رأيه رغبتنا؛ لأن بعضهم يريد أن يأخذ ما يوافق هواه ورغبته، ويقول: هو ما قاله فلان يكفي؟! هل فلان رسول؟ هل الله أمرك بهذا؟ الله أمرك أن تتبع رسوله صلى الله عليه وسلم، فإذا ظهر الدليل، فلا قول لأحد، حتى أكابر الأئمة يقولون: إذا صح الحديث، يقول الشافعي: «إذا صح الحديث فهو مذهبي»، ويقول: «إذا خالف قولي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاضربوا بقولي عرض الحائط»، ويقول رحمه الله: «أجمع المسلمون على أن من استبانت له سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل له أن يدعها لقول أحد»، ويقول الإمام مالك: «أو كلما جاءنا رجل أجدل من رجل تركنا ما نزل به جبريل عليه السلام على محمدٍ صلى الله عليه وسلم لجدله»، ويقول رحمه الله: «كلنا راد ومردود عليه إلاَّ صاحب هذا القبر»، ويقول