فإذا أصابتها الاستحاضة، فإنها تجلس عادتها التي كانت تعرفها قبل أن تصاب بالاستحاضة؛ أي: الأيام التي كانت تحيض فيها يوم أن كانت سليمة، تجلسها، وتعتبرها هي الحيض، فإذا تمت الأيام التي كانت تحيضها يوم أن كانت سليمة، فإنها تغتسل عن الحيض، وتصلي. هذا فيه دليل على الرجوع إلى العادة، إلى أن المستحاضة ترجع إلى عادتها، إذا كانت لها عادة معروفة، ترجع إليها، وتجلس مقدارها، ثم إذا انتهت، تغتسل مثلما تغتسل الحائض التي انقطع حيضها، وتصلي، ففيه العمل بالعادة المعروفة عند المرأة، وفيه وجوب الاغتسال من الحيض؛ لأنه حدث أكبر، ويجب الاغتسال عند انقطاعه، فإذا لم يكن للمرأة عادة معروفة، أو لها عادة، لكن نسيتها، فإنها ترجع إلى التمييز، وهو لون الدم، فالدم الذي فيه علامات الحيض تجلسه، والدم الذي ليس فيه علامات الحيض تغتسل، وتصلي فيه، وكما أسلفنا لكم أن علامات دم الحيض: أنه ثخين - يعني: غليظ -، وأنه له رائحة، وأن لونه أسود، هذه إحدى علامات الحيض، فإذا لم يكن لها عادة، أو لها عادة ونسيتها، فإنها ترجع إلى التمييز، فما كان يحمل إحدى هذه العلامات - الثخونة، أو السواد، أو الرائحة -، فإنها تجلسه، وتعتبره حيضًا، وما خلا من هذه العلامات، فإنه يعتبر طهرًا، تغتسل وتصلي فيه، وإذا لم يكن لها عادة ولا تمييز، هذه تسمى المتحيرة، ليس لها عادة ترجع إليها، والدم كله واحد، وما يتميز بعضه عن بعض، فهذه تسمى بالمتحيرة أيضًا، وحكمها أنها ترجع إلى غالب الحيض عند النساء، غالب الحيض عند