×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

عن عائشة رضي الله عنها: «أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ اسْتُحِيضَتْ سَبْعَ سِنِينَ، فَسَأَلَتْ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ، فَأَمَرَهَا أَنْ تَغْتَسِلَ، قَالَت: فَكَانَتْ تَغْتَسِلُ لِكُلِّ صَلاَةٍ»([1]).

 

وفي قوله: «فَاغْسِلِي عَنْكِ الدَّمَ» فائدة، وهي أن الدم نجس، يحتاج إلى غسل، وفيها فائدة أيضًا زيادة على ما سبق، وهي أن دم الحيض والاستحاضة نجس، وسائر الدماء نجسة، يجب غسلها؛ لأجل الصلاة.

أم حبيبة أو أم حبيب هي أم حبيبة بنت جحش، أخت زينب بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه وسلم، فإن بنات جحش ثلاث: أم حبيبة هذه، وزينب زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وحمنة بنت جحش، أم حبيبة هذه كانت تحت عبد الرحمن بن عوف، وحمنة كانت تحت طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه، وأما زينب، فهي زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وزينب لم تصب بالاستحاضة، إنما التي أصيبت أختاها - أم حبيبة، وحمنة -، والثالثة فاطمة بنت أبي حبيش، التي في الحديث الأول، وقد ذكر العلماء أن اللاتي أصبن بالاستحاضة كثيرات، وصل عددهن إلى تسع.

«اسْتُحِيضَتْ»؛ يعني: أصابتها الاستحاضة، وهي مرض ونزيف يخرج من فرجها، وهو ليس بالحيض.

«سَبْعَ سِنِينَ»؛ يعني: طال عليها وقته.

«فَسَأَلَتْ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ فَأَمَرَهَا أَنْ تَغْتَسِلَ»، كذلك هذا فيه الرجوع إلى أهل العلم، وفيه أن المرأة لا تستحي من أمور الدين، بل


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (327)، ومسلم رقم (334).