كان يبكر بصلاة
الفجر في أول وقتها، وهذا قول جمهور أهل العلم، أن صلاة الفجر الأفضل أن يبكر بها،
وسيأتي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصليها بغلس؛ يعني: يبكر بها، إذا طلع
الفجر يبادر بصلاة الفجر، إلاَّ إذا كان هناك من تفوته الصلاة، فإنه يعطي للناس
فرصة؛ بحيث يتوضؤون، ويحضرون للصلاة، أما إذا كانوا كلهم حاضرين، فإنه يبادر
بالصلاة، إذا كان الجماعة كلهم حاضرين في المسجد، فإنه يبادر بالصلاة في أول
وقتها، أما إذا لم يحضروا، فإنه ينتظر؛ حتى يلحق من اشتغل بالطهارة أو بالوضوء،
ولا ينتظر الكسالى، إنما ينتظر الذين عندهم الرغبة في الصلاة، ولكن يحتاجون إلى
طهارة، ويحتاجون إلى فرصة، أما الكسلان هذا ما عليه حد، كلما تؤخر، تأخر، أما
الراغب في الصلاة، هذا ما يتأخر، إلاَّ من عذر، فأنت تعطيه فرصة من أجل عذره ليلحق
بالصلاة.
«لاَ يَعْرِفُهُنَّ أَحَدٌ، مِنَ الغَلَسِ»، الغلس هو اختلاط ظلام الليل بضوء النهار، يصير غلسًا، أو غبش أو غبس بالسين كله بمعنى واحد، فالشاهد من الحديث المبادرة لصلاة الفجر في أول وقتها، وهذا مذهب جمهور أهل العلم، وخالف الإمام أبو حنيفة رحمه الله، فرأى أنه يسفر بالفجر؛ لأنه جاء في حديث «أَسْفِرُوا بِالْفَجْرِ فَإِنَّهُ أَعْظَمُ لِلأَْجْرِ»([1])، لكن الجواب عن هذا أن المراد بالإسفار بالفجر التأكد من طلوع الفجر، ليس المراد بالإسفار التأخير بعد طلوع الفجر،
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (154)، وأحمد رقم (17279).