«وَالمَغْرِبَ
إِذَا وَجَبَتْ»، أي أن الشمس إذا سقطت في المغيب، «إِذَا وَجَبَتْ»؛ يعني: سقطت،
إذا سقطت في الأفق، وغاب قرصها، هذا دخول وقت المغرب، إذا غابت الشمس؛ يعني: إذا
سقطت في الأفق، وغاب قرصها، يبدأ وقت المغرب، ولكن هذا لمن يشاهد الأفق بأن يكون
في مكان يشاهد الأفق، أما إذا كان في مبان أو عند جبال، فإن مغيبها عنه لا يدل على
الغروب، تكون غربت في هذا المرتفع، ولم تغرب في الأفق، فحينئذ لا يعتبر هذا غروبًا
للشمس، إذا كان دون الأفق شيء مرتفع، واختفت من ورائه، هذا ليس هو الغروب، الغروب
هو أن تسقط في الأفق، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أَقْبَلَ
اللَّيْلُ مِنْ هَا هُنَا، وَأَدْبَرَ النَّهَارُ مِنْ هَا هُنَا، وَغَرَبَتِ
الشَّمْسُ فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ»([1])، العلامة على غروب
الشمس إذا كنت في مكان لا ترى الأفق، العلامة أن ترى الليل أقبل من المشرق، فإذا
رأيت ظلمة الليل أقبلت، فاعلم أن الشمس قد غابت.
«إِذَا وَجَبَتْ»، ودل هذا على أنه يبادر بالمغرب، وأنه لا يصلي قبلها نافلة، ولكن ورد في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صَلُّوا قَبْلَ صَلاَةِ المَغْرِبِ»، قَالَ: «فِي الثَّالِثَةِ لِمَنْ شَاءَ كَرَاهِيَةَ أَنْ يَتَّخِذَهَا النَّاسُ سُنَّةً»([2])، كان الصحابة رضي الله عنهم يتبادرون السواري، إذا غربت الشمس