عن أبي عمرو الشيباني واسمه سعد بن إياس -
قال: حَدَّثَنِي صَاحِبُ هَذِهِ الدَّارِ، - وأشار بيده إلى دار عبد الله بن مسعود
رضي الله عنه - قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ العَمَلِ
أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ: «الصَّلاَةُ عَلَى وَقْتِهَا»، قُلْتُ: ثُمَّ
أَيٌّ؟ قَالَ: «بِرُّ الوَالِدَيْنِ» قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «الجِهَادُ فِي
سَبِيلِ اللَّهِ» قَالَ: حَدَّثَنِي بِهِنَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم،
وَلَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي([1]).
على تعظيم قدر
الصلاة، وهي آخر وصية النبي صلى الله عليه وسلم لأمته عند الموت، كان صلى الله
عليه وسلم وهو في سكرات الموت يقول: «الصَّلاَةَ الصَّلاَةَ، وَمَا مَلَكَتْ
أَيْمَانُكُمْ»([2])، وما زال يكررها
حتى ثقل بها لسانه، آخر وصية للنبي صلى الله عليه وسلم عند خروجه من الدنيا
الصلاة، أوصى بها، فالصلاة قدرها عظيم عند الله سبحانه وتعالى، ويجب على المسلمين
أن يهتموا بها، وأن يقيموها: ﴿وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَۖ إِنَّ
ٱلصَّلَوٰةَ تَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِۗ﴾ [العنكبوت: 45]، ﴿وَٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ
إِلَّا عَلَى ٱلۡخَٰشِعِينَ﴾ [البقرة: 45].
هذا الحديث عن عبد الله بن مسعود الصحابي الجليل من السابقين الأولين إلى الإسلام، وهو العالم المشهور، والمقرئ المشهور، فمكانته عظيمة في الإسلام رضي الله عنه، من أجلِّ صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، عبد الله بن مسعود بن غافل الهزلي، يروي عنه الراوي،