فيقول: «حَدَّثَنِي
صَاحِبُ هَذِهِ الدَّارِ، - وأشار بيده إلى دار عبد الله بن مسعود رضي الله عنه »
قالوا: وهذا دليل على أن الإشارة تكفي عن التعيين، لما أشار إلى الدار، عرف
صاحبها، وهو ابن مسعود رضي الله عنه.
«قال: سَأَلْتُ
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ العَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ: «الصَّلاَةُ
عَلَى وَقْتِهَا»»، هذا أفضل الأعمال؛ بمعنى الصلاة في أول وقتها، وليس المعنى
أن الصلاة في وقتها أفضل من الصلاة خارج الوقت، معناه الصلاة لوقتها أو على وقتها؛
أي: في أول وقتها، المبادرة إليها في أول الوقت، هذا أفضل الأعمال، الصلاة على
وقتها، وفي رواية الصلاة لوقتها، والمعنى في أول وقتها، وهذا فيه دليل على أن
الأعمال تتفاضل، بعضها أفضل من بعض، وذكر في هذا أن أفضل الأعمال الصلاة، الصلاة
المفروضة إذا وقعت في أول وقتها، فهي أفضل الأعمال، بينما هناك أحاديث تذكر
أعمالاً أخرى؛ الجهاد، أو بر الوالدين، أو طلب العلم. قالوا: هذا يتفاوت بتفاوت
الناس، فبعض الناس يكون الأفضل في حقه الجهاد؛ لأنه عنده القوة، وعنده معرفة في
الحرب، بعض الناس عنده نهمة في طلب العلم، ورغبة في طلب العلم، هذا الأفضل في حقه
أن يطلب العلم، بعض الناس عنده نهمة في العبادة وصلاة الليل، هذا الأفضل في حقه
الصلاة، صلاة النوافل والإكثار منها، فالناس يتفاوتون في استعدادهم، والنبي صلى
الله عليه وسلم أجاب كل واحد بما هو الأليق به، أَيُّ العَمَلِ أَحَبُّ إِلَى
اللَّهِ؟ قَالَ: «الصَّلاَةُ عَلَى وَقْتِهَا»، هذا فضيلة تقديم الصلاة في أول
الوقت، ويأتي تفصيل هذا