في الأحاديث التي
بعده، متى تصلى الظهر، ومتى تصلى العصر، ومتى تصلى المغرب، ومتى تصلى العشاء، ومتى
تصلى الفجر؟ هذا يأتي تفصيله.
«قُلْتُ: ثُمَّ
أَيٌّ؟ قَالَ: «بِرُّ الوَالِدَيْنِ»»؛ لأن حق الوالدين يأتي بعد
حق الله تعالى: ﴿أَنِ ٱشۡكُرۡ لِي وَلِوَٰلِدَيۡكَ﴾ [لقمان: 14]، ﴿وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ
وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنًاۚ﴾ [الإسراء: 23]، ﴿وَٱعۡبُدُواْ
ٱللَّهَ وَلَا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡٔٗاۖ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنٗا﴾ [النساء: 36]، فيأتي حق الوالدين بعد حق الله سبحانه وتعالى،
والبر بهما يشمل البر بالقول والبر بالفعل، والبر بالنفقة عليهما، يشمل كل هذا،
الإحسان: ﴿وَوَصَّيۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ بِوَٰلِدَيۡهِ إِحۡسَٰنًاۖ﴾ [الأحقاف: 15]، ﴿وَوَصَّيۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ
بِوَٰلِدَيۡهِ حُسۡنٗاۖ﴾ [العنكبوت: 8]، الإحسان إليهما يشمل جميع وجوه الإحسان من قول أو
فعل؛ لأن حقهما عليك عظيم، يأتي بعد حق الله سبحانه وتعالى، وعقوقهما من أكبر
الكبائر - والعياذ بالله -.
«قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ»»، الجهاد في سبيل الله لقتال الكفار، لإعلاء كلمة الله، ونشر هذا الدين، هذا فيه فضل عظيم الجهاد في سبيل الله، وقدم النبي صلى الله عليه وسلم بر الوالدين على الجهاد في سبيل الله، دل على أن بر الوالدين أفضل من الجهاد في سبيل الله عز وجل، وهذا في الجهاد المستحب، أما الجهاد الواجب، فلا يشترط له إذن الوالدين؛ مثل: جهاد الدفع، دفع الكفار عن البلد، عن بلد المسلمين إذا حوصر وخشي على المسلمين من شر الكفار، فإن هذا يتعين على كل من يستطيع الجهاد ويكون في حقه فرض عين، ولا يشترط له إذن