×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

 العشاء: يعني صلاة العشاء، ومعنى أعتم: العتمة الظلمة، وأعتم معناه: أظلم؛ مثل: أمسى وأصبح، أصبح دخل في الصباح، وأمسى دخل في المساء، وأعتم دخل في العتمة، وهي الظلمة، والعتمة إلى ثلث الليل، النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أخر صلاة العشاء إلى العتمة، أو إلى آخر العتمة؛ ليبين للناس الحكم الشرعي، فتأخر صلى الله عليه وسلم والناس ينتظرون في المسجد، فهذا فيه دليل على أن الإمام ينتظر، إلاَّ إذا أذن لأحد أن يصلي عنه، أو تعذر حضوره، أو تعذرت مراجعته، وقول عمر رضي الله عنه: «الصَّلاَةَ يَا رَسُولَ اللَّهِ» هذا فيه أن الإمام يراجع إن تأخر، «الصَّلاَةَ» منصوب على فعل محذوف؛ أي: صل الصلاة يا رسول الله، فهو منصوب على أنه مفعول لفعل محذوف، وهذا فيه دليل على أن الأكابر ينبهون؛ لأنهم ربما يكونون ناسين، أو يكون هذا من باب الاستفادة إذا كان هذا التأخير له فائدة، وقول عمر رضي الله عنه: «الصَّلاَةَ يَا رَسُولَ اللَّهِ» فيه تنبيه الأكابر من أجل إن كانوا ناسين، يتذكروا، وإن كانوا قاصدين التأخير، فلأجل أن يبينوا فائدة هذا التأخير.

وقوله: «رَقَدَ النِّسَاءُ وَالصِّبْيَانُ»، هذا تعليل لقول عمر: «الصَّلاَةَ يَا رَسُولَ اللَّهِ»؛ أي: إن العلة في هذا التنبيه هو حصول الرقاد من النساء والصبيان من طول الانتظار، وهذا فيه أن النساء يحضرن الصلاة في المساجد مع الجماعة، ولا يمنعن من ذلك، بشرط أن يلزمن الحجاب والأدب الشرعي، وفيه دليل أيضًا على أن الصبيان يحضرون الصلاة مع آبائهم والبنات مع أمهاتهم، هذا إذا كان المراد «رَقَدَ النِّسَاءُ


الشرح