×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

 إذا صادف بعض الأحيان حضور العشاء وحضور الصلاة، فإنه يبدأ بالعشاء؛ دفعًا للمشقة؛ لأن الناس قد يكونون جائعين ومشتاقين إلى تناول العشاء، فيقدمون العَشاء، هذا فيه مراعاة أحوال المصلين، وفي الحديث أيضًا أن الخشوع في الصلاة أو طلب الخشوع في الصلاة مقدم على فضيلة أول الوقت، فإذا كان إذا صلى في أول الوقت تكون أقل خشوعًا، فإنه يؤخر حتى يمكن حصول الخشوع في الصلاة؛ لأن الخشوع هو لب الصلاة وروحها، قال تعالى: ﴿قَدۡ أَفۡلَحَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ١ ٱلَّذِينَ هُمۡ فِي صَلَاتِهِمۡ خَٰشِعُونَ [المؤمنون: 1- 2]، والخشوع هو حضور القلب واستحضار عظمة الرب سبحانه وتعالى والخشوع للرب سبحانه وتعالى، وقال تعالى ﴿وَٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى ٱلۡخَٰشِعِينَ ٤٥ ٱلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَٰقُواْ رَبِّهِمۡ وَأَنَّهُمۡ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ [البقرة: 45- 46]، الصلاة كبيرة على من ليس في قلبه خشوع، وأما الذي في قلبه خشوع، فإنها تكون سهلة عليه، ويرتاح فيها؛ كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلاَةِ»([1])، وكان إذا حزبه أمر، قال: «يَا بِلاَلُ أَقِمِ الصَّلاَةَ أَرِحْنَا بِهَا»([2])، وهذا مأخوذ من قوله تعالى: ﴿وَٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ الصلاة تعين على تحمل المشاق ومواجهة الصعاب، تعين على ذلك وعلى حل المشاكل، فالخشوع مطلوب، وتحصيله مقدم على تحصيل فضيلة أول الوقت؛ لأنه لو دخل في الصلاة وقلبه متعلق بالطعام، فإنه لا يحصل عنده خشوع،


الشرح

([1])  أخرجه: النسائي رقم (3940)، وأحمد رقم (14037).

([2])  أخرجه: أبو داود رقم (4985)، وأحمد رقم (23088).